الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية :

                                                                                                                                                                                                              اختلف العلماء في الكفار المتأولين على قولين : فمذهب شيخ السنة ، وإليه صغى القاضي في أشهر قوليهما أن الكفر يختص بالجاحد ، والمتأول ليس بكافر .

                                                                                                                                                                                                              والذي نختاره كفر من أنكر أصول الإيمان ، فمن أعظمها موقعا وأبينها منصفا ، وأوقعها موضعا القول بالقدر ، فمن أنكره فقد كفر . وقد بيناه في كتاب المقسط والمشكلين .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة :

                                                                                                                                                                                                              اختلف علماء المالكية في تكفيرهم على قولين : فالصريح من أقوال مالك تكفيرهم ، لقد سئل عن نكاح القدرية ، فقال : قد قال الله : { ولعبد مؤمن خير من مشرك } . ومن قال من أصحابنا : إن ذلك أدب لهم ، وليسوا بكفار ، أو حكى في ذلك غير ما أوردناه من الأقوال ; فذلك لضعف معرفته [ ص: 337 ] بالأصول ، فلا يناكحوا ، ولا يصلى عليهم ، فإن خيف عليهم الضيعة دفنوا كما يدفن الكلب .

                                                                                                                                                                                                              فإن قيل : وأين يدفنون ؟ قلنا : لا يؤذى بجوارهم مسلم . وإن قدر عليهم الإمام استتابهم ، فإن تابوا وإلا قتلهم كفرا . .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية