الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة :

                                                                                                                                                                                                              هاهنا نكتة بديعة : وهي أن يوسف وإن كان قال لهما { قضي الأمر الذي فيه [ ص: 54 ] تستفتيان } فقد قال الله عنه : { وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك } فكيف يقول قضي الأمر ثم يجعل نجاته ظنا ؟ وأجاب عنه الناس من وجهين : الأول : قالوا : إنما أخبر عنه بالظن ; لأن تفسير الرؤيا ليس بقطع ، وإنما هو ظن ، وهذا باطل ; وإنما يكون ذلك في حق الناس ، فأما في حق الأنبياء فلا ; فإن حكمهم حق كيفما وقع .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : إن ظن هاهنا بمعنى أيقن وعلم ، وقد يستعمل أحدهما موضع الآخر لغة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية