الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثامنة : الأمانة عظيمة القدر في الدين ، ومن عظيم قدرها أنها تقف على جنبتي الصراط [ ص: 363 ] ولا يمكن من الجواز إلا من حفظها ، وقد بيناه في شرح الحديث وكتاب شرح المشكلين ; ولهذا وجب عليك أن تؤديها إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ; فتقابل معصية فيك بمعصية فيه ، على اختلاف بيناه في مسائل الخلاف .

                                                                                                                                                                                                              ولذلك لم يجز لك أن تغدر بمن غدر بك . قال البخاري : " باب إثم الغادر البر والفاجر " . فإن قيل : فقد قال الشعبي : من حل بك فاحلل به قال إبراهيم النخعي : يعني أن المحرم لا يقتل ، ولكن من عرض لك فاقتله وحل أنت به أيضا ، من خانك فخنه . قلنا : تحريم المحرم كان بشرط ألا يعرض له في أصل العقد ، والأمانة يلزم الوفاء بها من غير شرط .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية