الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : وإذا جاءت هؤلاء المشركين الذين يجادلون المؤمنين بزخرف القول فيما حرم الله عليهم ، ليصدوا عن سبيل الله ( آية ) ، يعني : حجة من الله على صحة ما جاءهم به محمد من عند الله وحقيقته قالوا لنبي الله وأصحابه : ( لن نؤمن ) ، يقول : يقولون : لن نصدق بما دعانا إليه محمد صلى الله عليه وسلم من الإيمان به ، وبما جاء به من تحريم ما ذكر أن الله حرمه علينا ( حتى نؤتى ) ، يعنون : حتى يعطيهم الله من المعجزات مثل الذي أعطى موسى من فلق البحر ، وعيسى من إحياء الموتى ، [ ص: 96 ] وإبراء الأكمه والأبرص . يقول تعالى ذكره : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) ، يعني بذلك جل ثناؤه : أن آيات الأنبياء والرسل لن يعطاها من البشر إلا رسول مرسل ، وليس العادلون بربهم الأوثان والأصنام منهم فيعطوها . يقول جل ثناؤه : فأنا أعلم بمواضع رسالاتي ، ومن هو لها أهل ، فليس لكم أيها المشركون أن تتخيروا ذلك علي أنتم ؛ لأن تخير الرسول إلى المرسل دون المرسل إليه ، والله أعلم إذا أرسل رسالة بموضع رسالاته .

التالي السابق


الخدمات العلمية