الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ( 37 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : ( حتى إذا جاءتهم رسلنا ) ، إلى أن جاءتهم رسلنا . يقول جل ثناؤه : وهؤلاء الذين افتروا على الله الكذب ، أو كذبوا بآيات ربهم ، ينالهم حظوظهم التي كتب الله لهم ، وسبق في علمه لهم [ ص: 415 ] من رزق وعمل وأجل وخير وشر في الدنيا ، إلى أن تأتيهم رسلنا لقبض أرواحهم . فإذا جاءتهم رسلنا ، يعني ملك الموت وجنده ( يتوفونهم ) ، يقول : يستوفون عددهم من الدنيا إلى الآخرة ( قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله ) ، يقول : قالت الرسل : أين الذين كنتم تدعونهم أولياء من دون الله وتعبدونهم ، لا يدفعون عنكم ما قد جاءكم من أمر الله الذي هو خالقكم وخالقهم ، وما قد نزل بساحتكم من عظيم البلاء؟ وهلا يغيثونكم من كرب ما أنتم فيه فينقذونكم منه؟ فأجابهم الأشقياء فقالوا : ضل عنا أولياؤنا الذين كنا ندعو من دون الله . يعني بقوله : ( ضلوا ) ، جاروا وأخذوا غير طريقنا ، وتركونا عند حاجتنا إليهم فلم ينفعونا . يقول الله جل ثناؤه : وشهد القوم حينئذ على أنفسهم أنهم كانوا كافرين بالله ، جاحدين وحدانيته .

التالي السابق


الخدمات العلمية