الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها

                                                                                                                                                                                                        6958 حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثني مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء أحدكم فراشه فلينفضه بصنفة ثوبه ثلاث مرات وليقل باسمك رب وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين تابعه يحيى وبشر بن المفضل عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد زهير وأبو ضمرة وإسماعيل بن زكرياء عن عبيد الله عن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 391 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 391 ] قوله : باب السؤال بأسماء الله والاستعاذة بها ) قال ابن بطال : مقصوده بهذه الترجمة تصحيح القول بأن الاسم هو المسمى ؛ فلذلك صحت الاستعاذة بالاسم كما تصح بالذات ، وأما شبهة القدرية التي أوردوها على تعدد الأسماء فالجواب عنها أن الاسم يطلق ويراد به المسمى كما قررناه ، ويطلق ويراد به التسمية وهو المراد بحديث الأسماء . وذكر في الباب تسعة أحاديث كلها في التبرك باسم الله والسؤال به والاستعاذة .

                                                                                                                                                                                                        الحديث الأول حديث أبي هريرة في القول عند النوم وقد تقدم شرحه مستوفى في الدعوات وفيه باسمك ربي وضعت جنبي ، وبك أرفعه قال ابن بطال : أضاف الوضع إلى الاسم ، والرفع إلى الذات فدل على أن المراد بالاسم الذات وبالذات يستعان في الرفع والوضع لا باللفظ .

                                                                                                                                                                                                        قوله : عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة ) قال الدارقطني في غرائب مالك بعد أن أخرجه من طرق إلى " عبد العزيز بن عبد الله " وهو الأويسي شيخ البخاري فيه : لا أعلم أحدا أسنده عن مالك إلا الأويسي " ورواه إبراهيم بن طهمان عن مالك عن سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( فلينفضه بصنفة ثوبه ) الصنفة : بفتح المهملة وكسر النون بعدها فاء طرته ، وقيل طرفه ، وقيل جانبه ، وقيل حاشيته التي فيها هدبه ، وقال في النهاية طرفه الذي يلي طرته . قلت : وتقدم في الدعوات بلفظ " داخلة [ ص: 392 ] إزاره " وتقدم هناك معناها ، فالأولى هنا أن يقال المراد طرفه الذي من الداخل جمعا بين الروايتين .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ثلاث مرات ) هكذا زادها مالك في الروايتين الموصولة والمرسلة وتابعه عبد الله بن عمر بسكون الموحدة ، وقد فرق بينهما الدارقطني في روايته المذكورة عن الأويسي عنهما ، وحذف البخاري عبد الله بن عمر العمري لضعفه واقتصر على مالك ، وقد تقدم البحث في جواز حذف الضعيف والاقتصار على الثقة إذا اشتركا في الرواية في " كتاب الاعتصام " ، وصنيع البخاري يقتضي الجواز لكن لم يطرد له في ذلك عمل فإنه حذفه تارة كما هنا ، وأثبته أخرى لكن كنى عنه ابن فلان كما مضى التنبيه عليه هناك ، ويمكن الجمع بأنه حيث حذفه كان اللفظ الذي ساقه للذي اقتصر عليه بخلاف الآخر .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( فاغفر لها ) تقدم في الدعوات بلفظ " فارحمها " وجمع بينهما إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري ، أخرجه المخلص في أواخر الأول من فوائده .

                                                                                                                                                                                                        قوله ( عقبه تابعه يحيى ) يريد ابن سعيد القطان و " عبيد الله " هو ابن عمر العمري ، و " سعيد " هو المقبري ، و " زهير " هو ابن معاوية ، و " أبو ضمرة " هو أنس بن عياض ، والمراد بإيراد هذه التعاليق بيان الاختلاف على سعيد المقبري هل روى الحديث عن أبي هريرة بلا واسطة أو بواسطة أبيه ، وقد تقدم بيان من وصلها كلها في " كتاب الدعوات " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية