الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        1231 باب حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا ابن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال جيء بأبي يوم أحد قد مثل به حتى وضع بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سجي ثوبا فذهبت أريد أن أكشف عنه فنهاني قومي ثم ذهبت أكشف عنه فنهاني قومي فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع فسمع صوت صائحة فقال من هذه فقالوا ابنة عمرو أو أخت عمرو قال فلم تبكي أو لا تبكي فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفع

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب ) كذا في رواية الأصيلي ، وسقط من رواية أبي ذر ، وكريمة ، وعلى ثبوته فهو بمنزلة الفصل من الباب الذي قبله كما تقدم تقريره غير مرة ، وعلى التقديرين فلا بد من تعلق بالذي قبله ، وقد تقدم توجيهه في أول الترجمة . قوله : ( قد مثل به ) بضم الميم وتشديد المثلثة ، يقال : مثل بالقتيل إذا جدع أنفه ، أو أذنه ، أو مذاكيره ، أو شيء من أجزائه . والاسم : المثلة ؛ بضم الميم وسكون المثلثة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سجي ثوبا ) بضم المهملة وتشديد الجيم الثقيلة ، أي غطي بثوب

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ابنة عمرو أو أخت عمرو ) هذا شك من سفيان ، والصواب بنت عمرو وهي فاطمة بنت عمرو ، وقد تقدم على الصواب من رواية شعبة ، عن ابن المنكدر في أوائل الجنائز بلفظ : " فذهبت عمتي فاطمة " . ووقع في " الإكليل " للحاكم تسميتها هند بنت عمرو ، فلعل لها اسمين ، أو أحدهما اسمها والآخر لقبها ، أو كانتا جميعا حاضرتين .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال : فلم ؟ تبكي أو لا تبكي ) هكذا في هذه الرواية بكسر اللام ، وفتح الميم على أنه استفهام عن غائبة ، وأما قوله : " أو لا تبكي " . فالظاهر أنه شك من الراوي : هل استفهم أو نهى . لكن تقدم في أوائل الجنائز من رواية شعبة : " تبكي أو لا تبكي " . وتقدم شرحه على التخيير ، ومحصله أن هذا الجليل القدر الذي تظله الملائكة بأجنحتها لا ينبغي أن يبكى عليه ، بل يفرح له بما صار إليه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية