الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3360 حدثنا الحسن بن منصور أبو علي حدثنا حجاج بن محمد الأعور بالمصيصة حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت أبا جحيفة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة قال شعبة وزاد فيه عون عن أبيه أبي جحيفة قال كان يمر من ورائها المرأة وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم قال فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث العاشر قوله : ( حدثنا الحسن بن منصور البغدادي ) هو أبو علي البغدادي الشطوي بفتح المعجمة ثم المهملة ، لم يخرج عنه البخاري سوى هذا الموضع .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال شعبة ) هو متصل بالإسناد المذكور .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وزاد فيه عون عن أبيه أبي جحيفة ) سيأتي هذا الحديث بزيادته من وجه آخر في آخر الباب ، وقد تقدم ما يتعلق بذلك في أوائل الصلاة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك ) وقع مثله في حديث جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه عند الطبراني بإسناد قوي ، وفي حديث جابر بن سمرة عند مسلم في أثناء حديث قال : " فمسح صدري فوجدت ليده بردا - أو ريحا - كأنما أخرجها من جونة عطار " وفي حديث وائل بن حجر عند الطبراني والبيهقي " لقد كنت أصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو يمس جلدي جلده - فأتعرفه بعد في يدي وإنه لأطيب رائحة من المسك " وفي حديثه عند أحمد " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء ، فشرب منه ثم مج في الدلو ثم في البئر ففاح منه مثل ريح المسك " وروى مسلم حديث أنس في جمع أم سليم عرقه صلى الله عليه وسلم وجعلها إياه في الطيب ، وفي بعض طرقه " وهو أطيب الطيب " . وأخرج أبو يعلى والطبراني من حديث أبي هريرة في قصة الذي استعان به صلى الله عليه وسلم على تجهيز ابنته " فلم يكن عنده شيء ، فاستدعى بقارورة فسلت له فيها من عرقه وقال له : مرها فلتطيب به ، فكانت إذا تطيبت به شم أهل المدينة رائحة ذلك الطيب فسموا بيت المطيبين " وروى أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح عن أنس " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر في طريق من طرق المدينة وجد منه رائحة المسك ، فيقال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية