الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3474 حدثني الوليد بن صالح حدثنا عيسى بن يونس حدثنا عمر بن سعيد بن أبي الحسين المكي عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إني لواقف في قوم فدعوا الله لعمر بن الخطاب وقد وضع على سريره إذا رجل من خلفي قد وضع مرفقه على منكبي يقول رحمك الله إن كنت لأرجو أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كثيرا ما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كنت وأبو بكر وعمر وفعلت وأبو بكر وعمر وانطلقت وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو أن يجعلك الله معهما فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا الوليد بن صالح ) هو أبو محمد الضبي الحزري النخاس بالنون والخاء المعجمة ، وثقه أبو حاتم وغيره ، ولم يكتب عنه أحمد لأنه كان من أصحاب الرأي فرآه يصلي فلم تعجبه صلاته ، وليس له في البخاري إلا هذا الحديث الواحد ، وسيأتي من وجه آخر في مناقب عمر عن ابن أبي حسين ، فظهر أن البخاري لم يحتج به .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كنت وأبو بكر وعمر ) قال ابن التين : الأحسن عند النحاة أن لا يعطف على الضمير المرفوع إلا بعد تأكيده ، حتى قال بعضهم : إنه قبيح ، لكن يرد عليهم قوله تعالى : ما أشركنا ولا آباؤنا وأجيب بأنه قد وقع الحائل وهو قوله : " لا " وتعقب بأن العطف قد حصل قبل " لا " قال : ويرد عليهم أيضا هذا الحديث . انتهى . والتعقيب مردود ، فإنه وجد فاصل في الجملة ، وأما هذا الحديث فلم تتفق الرواة على لفظه ، وسيأتي في مناقب عمر من وجه آخر بلفظ ذهبت أنا وأبو بكر وعمر فعطف مع التأكيد مع اتحاد المخرج ، فدل على أنه من تصرف الرواة ، وسيأتي شرح هذا الحديث قريبا في مناقب عمر إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية