الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3894 حدثنا ابن أبي الأسود حدثنا معتمر ح وحدثني خليفة حدثنا معتمر قال سمعت أبي عن أنس رضي الله عنه قال كان الرجل يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات حتى افتتح قريظة والنضير وإن أهلي أمروني أن آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه أم أيمن فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي تقول كلا والذي لا إله إلا هو لا يعطيكهم وقد أعطانيها أو كما قالت والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لك كذا وتقول كلا والله حتى أعطاها حسبت أنه قال عشرة أمثاله أو كما قال

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثني ابن أبي الأسود ) هو عبد الله كما تقدم بيانه في كتاب الخمس ، وساق هذا الحديث عنه هناك أتم وتقدم باختصاره في غزوة بني النضير ، وتقدم ما يتعلق بالزيادة التي فيه هنا في حديث الزهري عن أنس في كتاب الهبة ، وحاصله أن الأنصار كانوا واسوا المهاجرين بنخيلهم لينتفعوا بثمرها ، فلما فتح الله النضير ثم قريظة قسم في المهاجرين من غنائمهم فأكثر ، وأمرهم برد ما كان للأنصار لاستغنائهم عنه ، ولأنهم لم يكونوا ملكوهم رقاب ذلك ، وامتنعت أم أيمن من رد ذلك ظنا أنها ملكت الرقبة ، فلاطفها النبي - صلى الله عليه وسلم - لما كان لها عليه من حق الحضانة حتى عوضها عن الذي كان بيدها بما أرضاها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعطاه أم أيمن ، فجاءت أم أيمن ) في هذا السياق حذف يوضحه رواية مسلم من هذا الوجه بلفظ " أعطاه أم أيمن فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطانيه . فجاءت أم أيمن " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : لك كذا ) أي يقول لأم أيمن : لك كذا ، في رواية مسلم " والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : يا أم أيمن اتركيه ولك كذا " وقوله : ولك كذا كناية عن القدر الذي ذكره لها النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال النووي : ظنت أم أيمن أن تلك المنحة مؤبدة فلم ينكر النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها هذا الظن تطييبا لقلبها لكونها حاضنته وزادها من عنده حتى طاب قلبها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أو كما قالت ) إشارة إلى شك وقع في اللفظ مع حصول المعنى .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 475 ] قوله : ( حتى أعطاها ، حسبت أنه قال عشرة أمثاله أو كما قال ) في رواية مسلم " حتى أعطاها عشرة أمثاله أو قريبا من عشرة أمثاله " وعرف بهذا أن معنى قوله : " ولك كذا " أي مثل الذي لك مرة ، ثم شرع يزيدها مرتين أو ثلاثا إلى أن بلغها عشرة . وفي الحديث مشروعية هبة المنفعة دون الرقبة ، وفرط جود النبي - صلى الله عليه وسلم - وكثرة حلمه وبره ، ومنزلة أم أيمن عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ورضي الله عنها وهي والدة أسامة بن زيد ، وابنها أيمن أيضا له صحبة واستشهد بحنين ، وهو أسن من أسامة ، وعاشت أم أيمن بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - قليلا رضي الله عنهم .

                                                                                                                                                                                                        الحديث الخامس حديث أبي سعيد أورده من طريق شعبة بنزول وقد تقدم له في المناقب عاليا ، وكذا في المغازي قبل هذا بقليل .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية