الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4091 حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن عمرو بن ميمون أن معاذا رضي الله عنه لما قدم اليمن صلى بهم الصبح فقرأ واتخذ الله إبراهيم خليلا فقال رجل من القوم لقد قرت عين أم إبراهيم زاد معاذ عن شعبة عن حبيب عن سعيد عن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقرأ معاذ في صلاة الصبح سورة النساء فلما قال واتخذ الله إبراهيم خليلا قال رجل خلفه قرت عين أم إبراهيم

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن عمرو بن ميمون ) هو الأودي وهو من المخضرمين .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن معاذا لما قدم اليمن ) هو موصول ؛ لأن عمرو بن ميمون كان باليمن لما قدمها معاذ .

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 663 ] قوله : ( فقال رجل من القوم : قرت عين أم إبراهيم ) أي حصل لها السرور ، وكنى عنه بقرت عينها أي بردت دمعتها ؛ لأن دمعة السرور باردة بخلاف دمعة الحزن فإنها حارة ، ولهذا يقال فيمن يدعى عليه : أسخن الله عينه . وقد استشكل تقرير معاذ لهذا القائل في الصلاة وترك أمره بالإعادة ، وأجيب عن ذلك إما بأن الجاهل بالحكم يعذر ، وإما أن يكون أمره بالإعادة ولم ينقل ، أو كان القائل خلفهم ولكن لم يدخل معهم في الصلاة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( زاد معاذ عن شعبة ) فذكره ، المراد بالزيادة قوله : " إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذا " وليس بين الروايتين منافاة لأن معاذا إنما قدم اليمن لما بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة ، فالقصة واحدة ، ودل الحديث على أنه كان أميرا على الصلاة ، وحديث ابن عباس يدل على أنه كان أميرا على المال أيضا ، وقد تقدم في الزكاة ما يوضح ذلك .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية