الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                25 حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة قال لولا أن تعيرني قريش يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك فأنزل الله إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء [ ص: 176 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 176 ] أما قوله : ( يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك ) فهكذا هو في جميع الأصول وجميع روايات المحدثين في مسلم وغيره ( الجزع ) بالجيم والزاي . وكذا نقله القاضي عياض وغيره عن جميع روايات المحدثين وأصحاب الأخبار أي التواريخ والسير . وذهب جماعات من أهل اللغة إلى أنه ( الخرع ) بالخاء المعجمة والراء المفتوحتين أيضا . وممن نص عليه كذلك الهروي في الغريبين ونقله الخطابي عن ثعلب مختارا له . وقاله أيضا شمر . ومن المتأخرين أبو القاسم الزمخشري .

                                                                                                                قال القاضي عياض - رحمه الله - : ونبهنا غير واحد من شيوخنا على أنه الصواب . قالوا : والخرع هو الضعف والخور . قال الأزهري : وقيل : الخرع الدهش . قال شمر : كل رخو ضعيف خريع وخرع . قال : والخرع الدهش . قال : ومنه قول أبي طالب . والله أعلم .

                                                                                                                وأما قوله ( لأقررت بها عينك ) فأحسن ما يقال فيه ما قاله أبو العباس ثعلب قال : معنى أقر الله عينه : أي بلغه الله أمنيته حتى ترضى نفسه وتقر عينه فلا تستشرف لشيء . وقال الأصمعي : معناه أبرد الله دمعته لأن دمعة الفرح باردة . وقيل معناه أراه الله ما يسره . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية