الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1101 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر وعباد بن العوام عن الشيباني عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما غابت الشمس قال لرجل انزل فاجدح لنا فقال يا رسول الله لو أمسيت قال انزل فاجدح لنا قال إن علينا نهارا فنزل فجدح له فشرب ثم قال إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا وأشار بيده نحو المشرق فقد أفطر الصائم وحدثنا أبو كامل حدثنا عبد الواحد حدثنا سليمان الشيباني قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يقول سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم فلما غربت الشمس قال يا فلان انزل فاجدح لنا مثل حديث ابن مسهر وعباد بن العوام وحدثنا ابن أبي عمر أخبرنا سفيان ح وحدثنا إسحق أخبرنا جرير كلاهما عن الشيباني عن ابن أبي أوفى ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن الشيباني عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث ابن مسهر وعباد وعبد الواحد وليس في حديث أحد منهم في شهر رمضان ولا قوله وجاء الليل من ها هنا إلا في رواية هشيم وحده

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فلما غابت الشمس قال لرجل : انزل فاجدح لنا فقال : يا رسول الله ، لو أمسيت ، فقال : انزل فاجدح لنا ، قال : إن علينا نهارا فنزل فجدح فشرب ثم قال : إذا رأيتم الليل إلى آخره ) معنى الحديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا صياما ، وكان ذلك في شهر رمضان ، كما صرح به في رواية يحيى بن يحيى : ( فلما غربت الشمس أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالجدح ليفطروا ) فرأى المخاطب آثار الضياء والحمرة التي بعد غروب الشمس فظن أن الفطر لا يحل إلا بعد ذهاب ذلك ، واحتمل عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرها . فأراد تذكيره وإعلامه بذلك ، ويؤيد هذا قوله ( إن عليك نهارا ) لتوهمه أن ذلك الضوء من النهار الذي يجب صومه ، وهو معنى ( لو أمسيت ) أي تأخرت حتى يدخل المساء ، [ ص: 172 ] وتكريره المراجعة لغلبة اعتقاده على أن ذلك نهار يحرم فيه الأكل مع تجويزه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينظر إلى ذلك الضوء نظرا تاما ، فقصد زيادة الإعلام ببقاء الضوء .

                                                                                                                وفي هذا الحديث : جواز الصوم في السفر ، وتفضيله على الفطر لمن لا تلحقه بالصوم مشقة ظاهرة . وفيه : بيان انقضاء الصوم بمجرد غروب الشمس واستحباب تعجيل الفطر ، وتذكير العالم ما يخاف أن يكون نسيه ، وأن الفطر على التمر ليس بواجب ، وإنما هو مستحب لو تركه جاز ، وأن الأفضل بعده الفطر على الماء ، وقد جاء هذا الترتيب في الحديث الآخر في سنن أبي داود وغيره في الأمر بالفطر على تمر ، فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور .




                                                                                                                الخدمات العلمية