الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1108 حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو وهو ابن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن عبد الله بن كعب الحميري عن عمر بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيقبل الصائم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سل هذه لأم سلمة فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك فقال يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما والله إني لأتقاكم لله وأخشاكم له [ ص: 179 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 179 ] قوله : ( يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما والله إني لأتقاكم لله وأشدكم خشية له ) سبب قول هذا القائل : قد غفر الله لك ، أنه ظن أن جواز التقبيل للصائم من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا حرج عليه فيما يفعل ؛ لأنه مغفور له ، فأنكر عليه صلى الله عليه وسلم هذا وقال : أنا أتقاكم لله تعالى ، وأشدكم خشية ، فكيف تظنون بي أو تجوزون علي ارتكاب منهي عنه ونحوه ، وقد جاء في هذا الحديث في غير مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم غضب حين قال القائل هذا القول ، وجاء في الموطأ فيه يحل الله لرسوله ما شاء . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية