الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1167 حدثنا محمد بن المثنى وأبو بكر بن خلاد قالا حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له فلما انقضين أمر بالبناء فقوض ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر فأمر بالبناء فأعيد ثم خرج على الناس فقال يا أيها الناس إنها كانت أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأخبركم بها فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان فنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة قال قلت يا أبا سعيد إنكم أعلم بالعدد منا قال أجل نحن أحق بذلك منكم قال قلت ما التاسعة والسابعة والخامسة قال إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة وقال ابن خلاد مكان يحتقان يختصمان

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( أمر بالبناء فقوض ) هو بقاف مضمومة وواو مكسورة مشددة وضاد معجمة ، ومعناه : أزيل ، [ ص: 244 ] يقال : قاض البناء وانقاض ، أي : انهدم وقوضته أنا .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( رجلان يحتقان ) هو بالقاف ، ومعناه : يطلب كل واحد منهما حقه ، ويدعي أنه المحق ، وفيه أن المخاصمة والمنازعة مذمومة ، وأنها سبب للعقوبة المعنوية .

                                                                                                                قوله : ( فإذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها ثنتين وعشرين فهي التاسعة ) هكذا هو في أكثر النسخ ( ثنتين وعشرين ) بالياء وفي بعضها ( ثنتان وعشرون ) بالألف والواو ، والأول أصوب ، وهو منصوب بفعل محذوف تقديره : أعني ثنتين وعشرين .




                                                                                                                الخدمات العلمية