إسلام ويب - شرح النووي على مسلم - كتاب الحج - باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها- الجزء رقم9
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1376 وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12508أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16513عبدة عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام عن nindex.php?page=showalam&ids=16561أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت nindex.php?page=hadith&LINKID=659452قدمنا المدينة وهي وبيئة فاشتكى أبو بكر واشتكى بلال فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى أصحابه قال nindex.php?page=treesubj&link=24262_30688_30693_30715_30719_30730_33163_33177_30711_31169_31553اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة أو أشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وحول حماها إلى الجحفة وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12137أبو كريب حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11804أبو أسامة nindex.php?page=showalam&ids=16421وابن نمير عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة بهذا الإسناد نحوه
[ ص: 503 ]
[ ص: 503 ] قولها : ( قدمنا المدينة وهي وبيئة ) هي بهمزة ممدودة ، يعني ذات وباء ، بالمد والقصر وهو الموت الذريع ، هذا أصله ، ويطلق أيضا على الأرض الوخمة التي تكثر بها الأمراض لا سيما للغرباء الذين ليسوا مستوطنيها .
فإن قيل : كيف قدموا على الوباء ، وفي الحديث الآخر في الصحيح النهي عن القدوم عليه ؟ فالجواب من وجهين ذكرهما القاضي ، أحدهما : أن هذا القدوم كان قبل النهي ؛ لأن النهي كان في المدينة بعد استيطانها ، والثاني : أن المنهي عنه هو القدوم على الوباء الذريع والطاعون ، وأما هذا الذي كان في المدينة فإنما كان وخما يمرض بسببه كثير من الغرباء . والله أعلم .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( وحول حماها إلى الجحفة ) قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي وغيره : كان ساكنو الجحفة في تلك الوقت يهودا ، ففيه : دليل nindex.php?page=treesubj&link=19740للدعاء على الكفار بالأمراض والأسقام والهلاك . وفيه : nindex.php?page=treesubj&link=24261_27450الدعاء للمسلمين بالصحة وطيب بلادهم والبركة فيها وكشف الضر والشدائد عنهم ، وهذا مذهب العلماء كافة ، قال القاضي : وهذا خلاف nindex.php?page=treesubj&link=19735_19651قول بعض المتصوفة : إن الدعاء قدح في التوكل والرضا ، وأنه ينبغي تركه ، وخلاف nindex.php?page=treesubj&link=19735_19651قول المعتزلة : إنه لا فائدة في الدعاء مع سبق القدر ، ومذهب العلماء كافة أن الدعاء عبادة مستقلة ، ولا يستجاب منه إلا ما [ ص: 504 ] سبق به القدر ، والله أعلم .
وفي هذا الحديث : علم من nindex.php?page=treesubj&link=28752_29402أعلام نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فإن الجحفة من يومئذ مجتنبة ، ولا يشرب أحد من مائها إلا حم .