الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة

                                                                                                                1758 حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها قالت إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أردن أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر فيسألنه ميراثهن من النبي صلى الله عليه وسلم قالت عائشة لهن أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : لا نورث ما تركناه صدقة هو برفع " صدقة " و ( ما ) بمعنى : الذي ، أي الذي تركناه فهو صدقة ، وقد ذكر مسلم بعد حديث يحيى بن يحيى عن مالك من حديث عائشة رفعته ( لا نورث ما تركناه فهو صدقة ) وإنما نبهت على هذا لأن بعض جهلة الشيعة يصحفه . قال العلماء : والحكمة في أن الأنبياء صلوات الله عليهم لا يورثون أنه لا يؤمن أن يكون في الورثة من يتمنى موته فيهلك ، ولئلا يظن بهم الرغبة في الدنيا لوارثهم فيهلك الظان ، وينفر الناس عنهم .

                                                                                                                [ ص: 428 ] قوله : ( إن الله كان خص رسول الله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره قال الله تعالى : ما أفاء الله على رسوله الآية ذكر القاضي في معنى هذا احتمالين :

                                                                                                                أحدهما : تحليل الغنيمة له ولأمته .

                                                                                                                والثاني : تخصيصه بالفيء ، إما كله أو بعضه كما سبق من اختلاف العلماء ، قال : وهذا الثاني أظهر لاستشهاد عمر على هذا بالآية .




                                                                                                                الخدمات العلمية