الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2150 حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي حدثنا عبد الوارث حدثنا أبو التياح حدثنا أنس بن مالك ح وحدثنا شيبان بن فروخ واللفظ له حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وكان لي أخ يقال له أبو عمير قال أحسبه قال كان فطيما قال فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال أبا عمير ما فعل النغير قال فكان يلعب به [ ص: 307 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 307 ] قوله : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا ، وكان لي أخ يقال له أبو عمير أحسبه قال : كان فطيما قال : فكان إذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه قال : أبا عمير ما فعل النغير ؟ وكان يلعب به ) . أما النغير فبضم النون تصغير النغر ، بضمها وفتح الغين المعجمة ، وهو طائر صغير ، جمعه نغران . والفطيم بمعنى المفطوم .

                                                                                                                وفي هذا الحديث فوائد كثيرة جدا منها جواز تكنية من لم يولد له ، وتكنية الطفل ، وأنه ليس كذبا ، وجواز المزاح فيما ليس إثما ، وجواز تصغير بعض المسميات ، وجواز لعب الصبي بالعصفور ، وتمكين الولي إياه من ذلك ، وجواز السجع بالكلام الحسن بلا كلفة ، وملاطفة الصبيان وتأنيسهم ، وبيان ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه من حسن الخلق وكرم الشمائل والتواضع ، وزيارة الأهل لأن أم سليم والدة أبي عمير هي من محارمه صلى الله عليه وسلم كما سبق بيانه .

                                                                                                                واستدل بعض المالكية على جواز الصيد من حرم المدينة ، ولا دلالة فيه لذلك ، لأنه ليس في الحديث صراحة ولا كناية أنه من حرم المدينة ، وقد سبقت الأحاديث الصحيحة الكثيرة في كتاب الحج المصرحة بتحريم صيد حرم المدينة ، فلا يجوز تركها بمثل هذا ، ولا معارضتها به . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية