الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2476 حدثني عبد الحميد بن بيان أخبرنا خالد عن بيان عن قيس عن جرير قال كان في الجاهلية بيت يقال له ذو الخلصة وكان يقال له الكعبة اليمانية والكعبة الشامية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أنت مريحي من ذي الخلصة والكعبة اليمانية والشامية فنفرت إليه في مائة وخمسين من أحمس فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده فأتيته فأخبرته قال فدعا لنا ولأحمس

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( ذو الخلصة ) بفتح الخاء المعجمة واللام . هذا هو المشهور . وحكى القاضي أيضا ضم الخاء مع فتح اللام ، وحكى أيضا فتح الخاء وسكون اللام ، وهو بيت في اليمن كان فيه أصنام يعبدونها .

                                                                                                                قوله : ( وكان يقال له الكعبة اليمانية ، والكعبة الشامية ) وفي بعض النسخ : ( الكعبة اليمانية الكعبة الشامية ) بغير واو . هذا اللفظ فيه إيهام ، والمراد أن ذا الخلصة كانوا يسمونها الكعبة اليمانية ، وكانت الكعبة الكريمة التي بمكة تسمى الكعبة الشامية ، ففرقوا بينهما للتمييز . هذا هو المراد فيتأول اللفظ عليه ، وتقديره : يقال له الكعبة اليمانية ، ويقال للتي بمكة الشامية . وأما من رواه الكعبة اليمانية الكعبة الشامية بحذف الواو فمعناه : كأن يقال هذان اللفظان أحدهما لموضع ، والآخر للآخر .

                                                                                                                وأما قوله : ( هل أنت مريحي من ذي الخلصة والكعبة اليمانية والشامية ) فقال القاضي عياض : ذكر الشامية وهم وغلط من بعض الرواة ، والصواب حذفه ، وقد ذكره البخاري بهذا الإسناد ، وليس فيه هذه الزيادة والوهم . هذا كلام القاضي ، وليس بجيد ، بل يمكن تأويل هذا اللفظ ، ويكون التقدير : هل أنت مريحي من قولهم : الكعبة اليمانية والشامية ، ووجود هذا الموضع الذي يلزم منه هذه التسمية .




                                                                                                                الخدمات العلمية