الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب من فضائل الأشعريين رضي الله عنهم

                                                                                                                2499 حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ومنهم حكيم إذا لقي الخيل أو قال العدو قال لهم إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل ، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل ، إن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ) أما قوله صلى الله عليه وسلم : ( يدخلون ) بالدال من الدخول ، هكذا هو في جميع نسخ بلادنا ، ونقله القاضي عن جمهور الرواة في مسلم وفي البخاري قال : ووقع لبعض رواة الكتابين ( يرحلون ) بالراء والحاء المهملة من الرحيل . قال : واختار بعضهم هذه الرواية . قلت : والأولى صحيحة ، أو أصح ، والمراد يدخلون منازلهم إذا خرجوا لشغل ثم رجعوا . وفيه دليل لفضيلة الأشعريين . وفيه أن الجهر بالقرآن في الليل فضيلة إذا لم يكن فيه إيذاء [ ص: 50 ] لنائم أو لمصل أو غيرهما ، ولا رياء . والله أعلم . والرفقة بضم الراء وكسرها .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( ومنهم حكيم إذا لقي الخيل ، أو قال : العدو ، قال لهم : إن أصحابي يأمرونكم أن تنظروهم ) أي تنتظروهم ، ومنه قوله تعالى : انظرونا نقتبس من نوركم قال القاضي : واختلف شيوخنا في المراد بحكيم هنا ، فقال أبو علي الجياني : هو اسم علم لرجل ، وقال أبو علي الصدفي : هو صفة من الحكمة .




                                                                                                                الخدمات العلمية