الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                10 حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة وهو ابن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوني فهابوه أن يسألوه فجاء رجل فجلس عند ركبتيه فقال يا رسول الله ما الإسلام قال لا تشرك بالله شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان قال صدقت قال يا رسول الله ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث وتؤمن بالقدر كله قال صدقت قال يا رسول الله ما الإحسان قال أن تخشى الله كأنك تراه فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك قال صدقت قال يا رسول الله متى تقوم الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل وسأحدثك عن أشراطها إذا رأيت المرأة تلد ربها فذاك من أشراطها وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله ثم قرأ إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير قال ثم قام الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوه علي فالتمس فلم يجدوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبريل أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن عمارة وهو ابن القعقاع ) فعمارة بالضم والقعقاع بفتح القاف الأولى وقوله ( وهو ابن ) قد قدمنا بيان فائدته في الفصول وفي المقدمة وأنه لم يقع في الرواية نسبه فأراد بيانه بحيث لا يزيد في الرواية على ما سمع . والله أعلم .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( سلوني ) هذا ليس بمخالف للنهي عن سؤاله ; فإن هذا المأمور به هو فيما يحتاج إليه وهو موافق لقول الله تعالى : فاسألوا أهل الذكر .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها ) المراد بهم الجهلة السفلة الرعاع كما قال سبحانه وتعالى : صم بكم عمي أي لما لم ينتفعوا بجوارحهم هذه فكأنهم عدموها هذا هو الصحيح في معنى الحديث . والله أعلم .

                                                                                                                [ ص: 138 ] قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( هذا جبريل أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا ) ضبطناه على وجهين أحدهما ( تعلموا ) بفتح التاء والعين وتشديد اللام أي تتعلموا ، والثاني : تعلموا بإسكان العين وهما صحيحان . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية