الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              2067 حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي أنبأنا هشام بن حسان حدثنا عكرمة عن ابن عباس أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك ابن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم البينة أو حد في ظهرك فقال هلال بن أمية والذي بعثك بالحق إني لصادق ولينزلن الله في أمري ما يبرئ ظهري قال فنزلت والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم حتى بلغ والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهما فجاءا فقام هلال بن أمية فشهد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل من تائب ثم قامت فشهدت فلما كان عند الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين قالوا لها إنها لموجبة قال ابن عباس فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها سترجع فقالت والله لا أفضح قومي سائر اليوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم انظروها فإن جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين فهو لشريك ابن سحماء فجاءت به كذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ما مضى من كتاب الله عز وجل لكان لي ولها شأن

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( ابن سحماء ) بسين مهملة (البينة ) أي أقم (أو حد ) أي أو نقم حدا (ما يبرئ ) بالتشديد من التبرئة (فانصرف ) أي من المقام الذي [ ص: 638 ] جاء إليه الوحي فيه قوله ( إنها لموجبة ) أي للعذاب في حق الكاذب (فتلكأت ) أي توقفت أن تقول (ونكصت ) أي رجعت القهقرى (سائر اليوم ) قيل أريد باليوم الجنس أي جميع الأيام أو بقيتها والمراد مدة عمرهم قوله ( أكحل العينين ) هو من يظهر في عينه كأنه اكتحل وإن لم يكتحل قوله ( سابغ الأليتين ) أي تامهما وعظيمهما (خدلج الساقين ) بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة واللام المشددة وجيم غليظهما قوله ( من كتاب الله ) أي من حكمه بدرء الحد عمن لاعن أو من اللعان المذكور في كتاب الله تعالى أو من حكمه الذي هو اللعان قوله ( لكان لي ولها شأن ) في إقامة الحد عليها كذا قالوا ويلزم أن يقام الحد بالأمارات على من لم يلاعن فالأقرب أن يقال لولا حكمه تعالى بهذه الحدود فلا تحقيق لكان لي ولها شأن لكن رواية لولا الأيمان تقتضي أن يقدر لولا اللعان ونحوه كان المراد أنه لولا الأيمان منها بعد أيمان الزوج لحدت ومقتضاه أنه يجب عليها الحد بعد لعان الزوج إن لم تلاعن وعند الحنفية لا يجب بذلك حد والله أعلم




                                                                              الخدمات العلمية