الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1291 حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى قال ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى غير أم هانئ فإنها ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة اغتسل في بيتها وصلى ثماني ركعات فلم يره أحد صلاهن بعد

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( يوم فتح مكة اغتسل في بيتها ) : قال الحافظ ابن حجر : ظاهره أن الاغتسال وقع في بيتها ووقع في الموطأ ومسلم من طريق أبي مرة عن أم هانئ أنها ذهبت إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو بأعلى مكة فوجدته يغسل ، وجمع بينهما بأن ذلك تكرر منه . ويؤيده ما رواه ابن خزيمة من طريق مجاهد عن أم هانئ ، وفيه أن أبا ذر ستره لما اغتسل وأن في رواية أبي مرة عنها أن فاطمة بنته هي التي سترته ، ويحتمل أن يكون نزل في بيتها بأعلى مكة وكانت هي في بيت آخر بمكة فجاءت إليه فوجدته يغتسل فيصح القولان ، وأما الستر فيحتمل أن يكون أحدهما ستره في ابتداء الغسل والآخر في أثنائه والله أعلم ( وصلى ثماني ركعات ) : زاد كريب عن أم هانئ في الرواية المتقدمة " يسلم من كل ركعتين " وكذا أخرجه ابن خزيمة أيضا . وفيه رد على من تمسك به في صلاتها موصولة سواء صلى ثماني ركعات أو أقل . وفي الطبراني من حديث ابن أبي أوفى " أنه صلى الضحى ركعتين فسألته امرأته فقال : إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صلى يوم الفتح ركعتين " وهو محمول على أنه رأى من صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ركعتين ، ورأت أم هانئ بقية الثماني وهذا يقوي أنه صلاها مفصولة ، والله أعلم .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي .




                                                                      الخدمات العلمية