الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب فيمن يهجر أخاه المسلم

                                                                      4910 حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال [ ص: 209 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 209 ] " 6106 " ( لا تباغضوا ) : أي لا تتعاطوا أسباب البغض لأن البغض لا يكتسب ابتداء ( ولا تحاسدوا ) : أي لا يتمنى بعضكم زوال نعمة بعض سواء أرادها لنفسه أو لا ( ولا تدابروا ) : بحذف إحدى التائين فيه وفيما قبله من الفعلين ، أي لا تقاطعوا ولا تولوا ظهوركم عن إخوانكم ولا تعرضوا عنهم ، مأخوذ من الدبر لأن كلا من المتقاطعين يولي دبره صاحبه .

                                                                      ( فوق ثلاث ليال ) : أي بأيامها ، وإنما جاز الهجر في ثلاث وما دونه لما جبل عليه الآدمي من الغضب فسومح بذلك القدر ليرجع فيها ويزول ذلك العرض ولا يجوز فوقها ، وهذا فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة أو تقصير يقع في حقوق العشرة والصحبة دون ما كان من ذلك في جانب الدين ، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع واجبة على مر الأوقات ما لم يظهر منه التوبة والرجوع إلى الحق .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي .




                                                                      الخدمات العلمية