الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4999 حدثنا يحيى بن معين حدثنا حجاج بن محمد حدثنا يونس بن أبي إسحق عن أبي إسحق عن العيزار بن حريث عن النعمان بن بشير قال استأذن أبو بكر رحمة الله عليه على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا فلما دخل تناولها ليلطمها وقال ألا أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يحجزه وخرج أبو بكر مغضبا فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج أبو بكر كيف رأيتني أنقذتك من الرجل قال فمكث أبو بكر أياما ثم استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهما قد اصطلحا فقال لهما أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد فعلنا قد فعلنا

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( عن العيزار ) : بفتح العين المهملة وسكون التحتانية بعدها زاي وآخره راء ( تناولها ) : أي أخذ أبو بكر عائشة : ( ليلطمها ) : بكسر الطاء ويجوز ضمها من اللطم وهو ضرب الخد وصفحة الجسد بالكف مفتوحة على ما في القاموس . وفي المصباح : لطمت المرأة وجهها لطما من باب ضرب . انتهى .

                                                                      قال عبد الحق الدهلوي : اللطم ضرب الخد بالكف وهو منهي عنه ، ولعل هذا كان قبل النهي أو وقع ذلك منه لغلبة الغضب أو أراد ولم يلطم . انتهى .

                                                                      ( يحجزه ) : بضم الجيم والزاي أي يمنع أبا بكر من ضربها ولطمها ( مغضبا ) بفتح الضاد أي غضبان على عائشة ( أنقذتك ) : أي خلصتك ( من الرجل ) : أي من ضربه ولطمه . والظاهر أن يقال من أبيك فعدل إلى الرجل أي من الرجل الكامل في الرجولية حين غضب لله ولرسوله قاله الطيبي

                                                                      قلت : قوله أنقذتك من الرجل ولم يقل عن أبيك وإبعاده صلى الله عليه وسلم أبا بكر عن عائشة تطييبا وممازحة كل ذلك داخل في المزاح ، ولذا أورده المؤلف في باب المزاح ( فمكث ) : أي لبث ( قد اصطلحا ) : من الصلح ( في سلمكما ) : بكسر السين ويفتح أي في صلحكما ( أدخلتماني في حربكما ) : أي في شقاقكما . وإسناد الإدخال إليهما في الثاني من المجاز السببي أو من قبيل المشاكلة وإلا فالمعنى كما دخلت في حربكما قاله القاري ( قد فعلنا ) : [ ص: 280 ] مفعوله محذوف أي فعلنا إدخالك في السلم والتكرار للتأكيد . قال المنذري : وأخرجه النسائي وليس في حديثه ذكر أبي إسحاق السبيعي .




                                                                      الخدمات العلمية