الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      5046 حدثنا مسدد حدثنا المعتمر قال سمعت منصورا يحدث عن سعد بن عبيدة قال حدثني البراء بن عازب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رهبة ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت قال فإن مت مت على الفطرة واجعلهن آخر ما تقول قال البراء فقلت أستذكرهن فقلت وبرسولك الذي أرسلت قال لا ونبيك الذي أرسلت حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن فطر بن خليفة قال سمعت سعد بن عبيدة قال سمعت البراء بن عازب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أويت إلى فراشك وأنت طاهر فتوسد يمينك ثم ذكر نحوه حدثنا محمد بن عبد الملك الغزال حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش ومنصور عن سعد بن عبيدة عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا قال سفيان قال أحدهما إذا أتيت فراشك طاهرا وقال الآخر توضأ وضوءك للصلاة وساق معنى معتمر

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( وضوءك ) : بالنصب أي مثل وضوئك ( اللهم أسلمت ) : أي استلمت وانقدت والمعنى جعلت وجهي منقادا لك تابعا لحكمك ( وفوضت أمري إليك ) : أي توكلت عليك في أمري كله ( وألجأت ) : أي أسندت ( ظهري إليك ) : أي إلى حفظك لما علمت أنه لا سند يتقوى به سواك ( رهبة ) : أي خوفا من غضبك وعقابك ( ورغبة ) : أي [ ص: 316 ] رغبة في رضاك وثوابك ، وفي رواية للنسائي " رهبة منك ورغبة إليك " .

                                                                      قيل : هما مفعول لهما لألجئت والأظهر أن نصبهما على الحالية أي راغبا وراهبا ، والظرفية أي في حال الطمع والخوف يتنازع فيهما الأفعال المتقدمة كلها قاله القاري ( لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ) : ملجأ مهموز ومنجا مقصور ، وقد يهمز منجا للازدواج وقد يعكس أيضا لذلك ، والمعنى لا مهرب ولا ملاذ من عقوبتك إلا رحمتك ( فإن مت ) : بضم الميم وكسرها ( على الفطرة ) : أي على دين الإسلام وقيل على التوحيد ( واجعلهن ) : أي هذه الكلمات ( أستذكرهن ) : أي أتحفظهن ( فقلت وبرسولك الذي أرسلت ) : أي مكان ونبيك الذي أرسلت ( قال ) : أي رسول الله صلى الله عليه وسلم - ( لا ) : أي لا تقل وبرسولك الذي أرسلت بل قل ونبيك الذي أرسلت ، قال الحافظ : وأولى ما قيل في الحكمة في رده صلى الله عليه وسلم على من قال الرسول بدل النبي صلى الله عليه وسلم أن ألفاظ الأذكار توقيفية ولها خصائص وأسرار لا يدخلها القياس فتجب المحافظة على اللفظ الذي وردت به . انتهى .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي . إذا أويت إلى فراشك أي دخلت فيه فتوسد يمينك أي اجعله تحت رأسك ثم ذكر نحوه أي نحو الحديث السابق . ( قال سفيان قال أحدهما ) ضمير التثنية للأعمش ومنصور والمعنى أن أحدهما قال إذا أتيت فراشك طاهرا فاضطجع على شقك الأيمن وقل اللهم إلخ ، وقال [ ص: 317 ] الآخر إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل إلخ .

                                                                      وحديث منصور عند مسلم بلفظ " إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم إني أسلمت " الحديث ( وساق ) : أي سفيان ( معنى معتمر ) : أي معنى حديث معتمر السابق .




                                                                      الخدمات العلمية