الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          696 حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتميرات فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب قال أبو عيسى وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفطر في الشتاء على تمرات وفي الصيف على الماء

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( يفطر قبل أن يصلي ) أي المغرب ، وفيه إشارة إلى كمال المبالغة في استحباب تعجيل الفطر ، وأما ما صح أن عمر وعثمان -رضي الله عنهما- كانا برمضان يصليان المغرب حين ينظران إلى الليل الأسود ثم يفطران بعد الصلاة فهو لبيان جواز التأخير لئلا يظن وجوب التعجيل ، ويمكن أن يكون وجهه أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يفطر في بيته ثم يخرج إلى صلاة المغرب وأنهما كانا في المسجد ولم يكن عندهما تمر ولا ماء ، أو كانا غير معتكفين ورأيا الأكل والشراب لغير المعتكف مكروهين ، لكن إطلاق الأحاديث ظاهر في استثناء حال الإفطار ، كذا في المرقاة .

                                                                                                          ( فإن لم تكن رطبات ) بالرفع ( فتميرات ) بالتصغير مجرور ومرفوع ، وقد وقع في بعض الروايات ثلاث رطبات وثلاث تميرات ، قاله الشيخ عبد الحق في اللمعات ( حسا حسوات ) بفتحتين أو شرب ثلاث مرات .

                                                                                                          قال في النهاية : الحسوة بالضم الجرعة من الشراب بقدر ما يحسى مرة واحدة وبالفتح المرة ، والحديث دليل على استحباب الإفطار بالرطب ، فإن عدم فبالتمر [ ص: 312 ] فإن عدم فبالماء . قال القاري في المرقاة : وقول من قال : السنة بمكة تقديم ماء زمزم على التمر أو خلطه به فمردود بأنه خلاف الاتباع وبأنه -صلى الله عليه وسلم- صام عام الفتح أياما كثيرة ولم ينقل عنه أنه خالف عادته التي هي تقديم التمر على الماء ولو كان لنقل ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وصححه الدارقطني ، قال ميرك : ورواه أبو يعلى ولفظه : كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب أن يفطر على ثلاث تمرات أو شيء لم تصبه النار .




                                                                                                          الخدمات العلمية