الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          977 حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن أم سلمة قالت قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن أبا سلمة مات قال فقولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة قالت فقلت فأعقبني الله منه من هو خير منه رسول الله صلى الله عليه وسلم شقيق هو ابن سلمة أبو وائل الأسدي قال أبو عيسى حديث أم سلمة حديث حسن صحيح وقد كان يستحب أن يلقن المريض عند الموت قول لا إله إلا الله وقال بعض أهل العلم إذا قال ذلك مرة فما لم يتكلم بعد ذلك فلا ينبغي أن يلقن ولا يكثر عليه في هذا وروي عن ابن المبارك أنه لما حضرته الوفاة جعل رجل يلقنه لا إله إلا الله وأكثر عليه فقال له عبد الله إذا قلت مرة فأنا على ذلك ما لم أتكلم بكلام وإنما معنى قول عبد الله إنما أراد ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من كان آخر قوله لا إله إلا الله دخل الجنة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن الأعمش ) اسمه سليمان بن مهران أبو محمد الكاهلي ، ثقة حافظ .

                                                                                                          قوله : ( إذا حضرتم المريض أو الميت ) أي : الحكمي فـ ( أو ) للشك أو الحقيقي فـ ( أو ) للتنويع قاله القاري ( فقولوا خيرا ) أي : للمريض اشفه ، وللميت اغفر له ، ذكره المظهر كذا في المرقاة ( فإن الملائكة يؤمنون ) بالتشديد أي : يقولون آمين ( على ما تقولون ) من الدعاء خيرا أو شرا ، قال [ ص: 47 ] النووي : فيه الندب إلى قول الخير حينئذ من الدعاء ، والاستغفار له ، وطلب اللطف به ، والتخفيف عنه ، ونحوه ، وفيه حضور الملائكة حينئذ ، وتأمينهم انتهى ( وأعقبني منه عقبى حسنة ) أي : عوضني منه عوضا حسنا ( فأعقبني الله منه من هو خير منه ) أي : أعطاني الله بدله من هو خير منه ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بدل من من هو خير منه .

                                                                                                          قوله : ( حديث أم سلمة حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم .

                                                                                                          قوله : ( وروي عن ابن المبارك ) هو عبد الله بن المبارك المروزي أحد الأئمة الأعلام وشيوخ الإسلام ، قال ابن عيينة : ابن المبارك عالم المشرق والمغرب ، وما بينهما ، وقال شعبة : ما قدم علينا مثله ، ثقة ثبت فقيه عالم جواد جمعت فيه خصال الخير ، مات سنة إحدى وثمانين ومائة ( وإنما معنى قول عبد الله ) أي : ابن المبارك ( إنما أراد ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من كان آخر قوله إلخ ) أخرجه أبو داود والحاكم عن معاذ بن جبل ، وقد روى ابن أبي حاتم في ترجمة أبي زرعة أنه لما احتضر أرادوا تلقينه فتذاكروا حديث معاذ فحدثهم به أبو زرعة بإسناده ، وخرجت روحه في آخر قول لا إله إلا الله .




                                                                                                          الخدمات العلمية