الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الرقية من العين

                                                                                                          2059 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عروة وهو ابن عامر عن عبيد بن رفاعة الزرقي أن أسماء بنت عميس قالت يا رسول الله إن ولد جعفر تسرع إليهم العين أفأسترقي لهم فقال نعم فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين قال أبو عيسى وفي الباب عن عمران بن حصين وبريدة وهذا حديث حسن صحيح وقد روي هذا عن أيوب عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة عن أسماء بنت عميس عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا بذلك الحسن بن علي الخلال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب بهذا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب ما جاء في الرقية من العين ) قال في النهاية : يقال أصابت فلانا عين : إذا نظر إليه عدو أو حسود فأثرت فيه فمرض بسببها ، يقال عانه يعينه عينا فهو عائن إذا أصابه بالعين ، والمصاب معين انتهى .

                                                                                                          قوله : ( عن عروة وهو ابن عامر ) قال في التقريب : عروة بن عامر المكي مختلف في صحبته ، له حديث في الطيرة ، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين ، ( عن عبيدة بن رفاعة الزرقي ) ويقال فيه عبيد الله ، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وثقه العجلي .

                                                                                                          قوله : ( أن أسماء بنت عميس ) بالتصغير ( إن ولد جعفر ) قال القاري : بضم واو فسكون لام ، وفي نسخة يعني من المشكاة بفتحهما ، أي أولاد جعفر منها أو من غيرها ( تسرع ) بضم التاء وكسر الراء ويفتح أي تعجل ( إليهم العين ) أي تؤثر فيهم سريعا لكمال حسنهم الصوري والمعنوي ، والعين نظر باستحسان مشوب بحسد من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر قاله الحافظ ( أفأسترقي لهم ) أي أطلب الرقية أو من يرقي لهم ( فإنه ) تعليل للجواب ، ومعناه نعم [ ص: 184 ] استرقي عن العين فإنها أولى وأحرى بأن تسترقي ( لو كان شيء سابق القدر ) أي غالبه في السبق ( لسبقته العين ) أي لغلبته العين ، قال الطيبي : المعنى إن فرض شيء له قوة وتأثير عظيم سبق القدر لكان عينا والعين لا يسبق فكيف بغيرها انتهى .

                                                                                                          ومذهب أهل السنة أن العين يفسد ويهلك عند نظر العائن بفعل الله تعالى أجرى العادة أن يخلق الضرر عند مقابلة هذا الشخص لشخص آخر .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عمران بن حصين إلخ ) أما حديث عمران بن حصين فأخرجه الترمذي في باب الرخصة في الرقية ، وأما حديث بريدة فقد تقدم تخريجه في الباب المذكور .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) ، وأخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه والطحاوي .




                                                                                                          الخدمات العلمية