الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2490 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك عن عمران بن زيد التغلبي عن زيد العمي عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له قال هذا حديث غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( لا ينزع ) بكسر الزاي أي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ( لم ير ) بصيغة المجهول أي لم [ ص: 162 ] يبصر ( مقدما ) بكسر الدال المشددة ( ركبتيه بين يدي جليس له ) أي مجالس له قيل أي ما كان يجلس في مجلس تكون ركبتاه متقدمتين على ركبتي صاحبه كما يفعل الجبابرة في مجالسهم .

                                                                                                          وقيل : ما كان يرفع ركبتيه عند من يجالسه بل كان يخفضهما تعظيما لجليسه . وقالوا : أراد بالركبتين الرجلين وتقديمهما مدهما وبسطهما ، كما يقال قدم رجلا وأخر أخرى ، ومعناه كان -صلى الله عليه وسلم- لا يمد رجله عند جليسه تعظيما له . قال الطيبي فيه : وفي قوله كان لا ينزع يده قبل نزع صاحبه تعليم لأمته في إكرام صاحبه وتعظيمه ، فلا يبدأ بالمفارقة عنه ولا يهينه بمد الرجلين إليه .




                                                                                                          الخدمات العلمية