الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2502 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي قالا حدثنا سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي حذيفة وكان من أصحاب ابن مسعود عن عائشة قالت حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلا فقال ما يسرني أني حكيت رجلا وأن لي كذا وكذا قالت فقلت يا رسول الله إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا كأنها تعني قصيرة فقال لقد مزجت بكلمة لو مزجت بها ماء البحر لمزج

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا يحيى بن سعيد ) هو القطان ( وعبد الرحمن ) هو ابن مهدي .

                                                                                                          [ ص: 177 ] قوله : ( وقالت بيدها ) أي أشارت بها ( تعني قصيرة ) أي تريد عائشة كونها قصيرة وفي المشكاة قلت للنبي -صلى الله عليه وسلم- حسبك من صفية كذا وكذا تعني قصيرة ( لقد مزجت بكلمة ) أي أعمالك

                                                                                                          ( لو مزج ) بصيغة المجهول أي لو خلط ( بها ) أي على تقدير تجسيدها وكونها مائعة ( لمزج ) بصيغة المجهول أيضا والمعنى تغير وصار مغلوبا . وفي المشكاة : لقد قلت كلمة لو مزج بها البحر لمزجته . قال القاري : أي غلبته وغيرته . قال القاضي : المزج الخلط والتغيير بضم غيره إليه . والمعنى أن هذه الغيبة لو كانت مما يمزج بالبحر لغيرته عن حاله ، مع كثرته وغزارته ، فكيف بأعمال نزرة خلطت بها .




                                                                                                          الخدمات العلمية