الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في ترك الصلاة

                                                                                                          2618 حدثنا قتيبة حدثنا جرير وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين الكفر والإيمان ترك الصلاة حدثنا هناد حدثنا أسباط بن محمد عن الأعمش بهذا الإسناد نحوه وقال بين العبد وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا جرير ) بن عبد الحميد ( وأبو معاوية ) اسمه محمد بن خازم الضرير الكوفي .

                                                                                                          قوله : ( بين الكفر والإيمان ترك الصلاة ) أي ترك الصلاة وصلة بين الكفر والإيمان . قال ابن الملك : متعلق بين محذوف تقديره تركها وصلة بينه وبينه . وقال بعضهم : قد يقال لما يوصل الشيء إلى الشيء من شخص أو هدية هو بينهما وقال الطيبي : ترك الصلاة مبتدأ والظرف المقدم خبره ، والظاهر أن فعل الصلاة هو الحاجز بين العبد والكفر .

                                                                                                          قوله : ( بين العبد وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة ) كذا وقع في نسخ الترمذي أو الكفر بلفظ " أو " ووقع في رواية مسلم " والكفر " بالواو . قال النووي : هكذا هو في جميع الأصول من صحيح مسلم " الشرك والكفر " بالواو ، وفي مخرج أبي عوانة الإسفراييني وأبي نعيم الأصبهاني " أو الكفر " بأو لكل واحد منهما وجه ومعنى بينه وبين الشرك ترك الصلاة ، أي الذي يمنع من كفره كونه لم يترك الصلاة فإذا تركها لم يبق بينه وبين الشرك حائل بل دخل فيه ، ثم إن الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى ، وقد يفرق بينهما فيختص المشرك بعبدة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش فيكون الكفر أعم من الشرك .

                                                                                                          [ ص: 308 ] قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية