الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2892 حدثنا هريم بن مسعر الترمذي حدثنا الفضيل بن عياض عن ليث عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك قال أبو عيسى هذا حديث رواه غير واحد عن ليث بن أبي سليم مثل هذا ورواه مغيرة بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا وروى زهير قال قلت لأبي الزبير سمعت من جابر فذكر هذا الحديث فقال أبو الزبير إنما أخبرنيه صفوان أو ابن صفوان وكأن زهيرا أنكر أن يكون هذا الحديث عن أبي الزبير عن جابر حدثنا هناد حدثنا أبو الأحوص عن ليث عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال حدثنا هريم بن مسعر حدثنا فضيل عن ليث عن طاوس قال تفضلان على كل سورة في القرآن بسبعين حسنة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا الفضيل بن عياض ) هو ابن مسعود التميمي الزاهد ( عن ليث ) هو ابن أبي سليم .

                                                                                                          قوله : ( كان لا ينام إلخ ) يأتي هذا الحديث مع شرحه في الباب الذي بعد باب ما جاء فيمن يقرأ من القرآن عند المنام من أبواب الدعوات ( ورواه مغيرة بن مسلم ) القسملي بقاف وميم مفتوحتين بينهما مهملة ساكنة أبو سلمة السراج بتشديد الراء المدائني أصله منمرو صدوق من [ ص: 163 ] السادسة ( إنما أخبرنيه صفوان أو ابن صفوان ) أو للشك أي قال أخبرني صفوان أو قال أخبرني ابن صفوان وصفوان هذا هو صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية القرشي ثقة من الثالثة ، والمراد من ابن صفوان هو صفوان هذا . قال في التقريب : ابن صفوان شيخ أبي الزبير هو صفوان بن عبد الله بن صفوان نسب لجده .

                                                                                                          قوله : قال ( تفضلان ) أي سورة الم تنزيل وسورة تبارك الذي بيده الملك ( على كل سورة من القرآن بسبعين حسنة ) قال القاري : هذا لا ينافي الخبر الصحيح أن البقرة أفضل سور القرآن بعد الفاتحة إذ قد يكون في المفضول مزية لا توجد في الفاضل أو له خصوصية بزمان أو حال كما لا يخفى على أرباب الكمال أما ترى أن قراءة سبح والكافرون والإخلاص في الوتر أفضل من غيرها وكذا سورة السجدة والدهر بخصوص فجر الجمعة أفضل من غيرهما فلا يحتاج في الجواب إلى ما قاله ابن حجر إن ذاك حديث صحيح . وهذا ليس كذلك . انتهى كلام القاري .

                                                                                                          قلت : ما ذكره القاري من وجه الجمع بين هذين الحديثين لا ينفي الاحتياج إلى ما ذكر ابن حجر فتفكر ، وأثر طاوس هذا أخرجه الدارمي بلفظ فضلتا على كل سورة في القرآن بستين حسنة .




                                                                                                          الخدمات العلمية