الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3094 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان قال لما نزلت والذين يكنزون الذهب والفضة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فقال بعض أصحابه أنزل في الذهب والفضة ما أنزل لو علمنا أي المال خير فنتخذه فقال أفضله لسان ذاكر وقلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه قال هذا حديث حسن سألت محمد بن إسمعيل فقلت له سالم بن أبي الجعد سمع من ثوبان فقال لا فقلت له ممن سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال سمع من جابر بن عبد الله وأنس بن مالك وذكر غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عبيد الله بن موسى ) العبسي الكوفي ( عن ثوبان ) الهاشمي مولى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

                                                                                                          [ ص: 390 ] قوله : ( فقال بعض أصحابه أنزلت في الذهب والفضة ) أي هذه الآية ، وعرفنا حكمهما ومذمتهما ( لو علمنا ) لو للتمني ( أي المال خير ) مبتدأ وخبر والجملة سدت مسد المفعولين لـ " علمنا " تعليقا ( فنتخذه ) منصوب بإضمار أن بعد الفاء جوابا للتمني ، قيل السؤال وإن كان عن تعيين المال ظاهرا لكنهم أرادوا ما ينتفع به عند تراكم الحوائج ، فلذلك أجاب عنه بما أجاب ، ففيه شائبة عن الجواب عن أسلوب الحكيم ( فقال أفضله ) أي أفضل المال أو أفضل ما يتخذه الإنسان قنية ( لسان ذاكر ) أي بتمجيد الله تعالى وتقديسه وتسبيحه وتهليله والثناء عليه بجميع محامده وتلاوة القرآن ( وقلب شاكر ) أي على إنعامه وإحسانه ( وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه ) أي على دينه بأن تذكره الصلاة والصوم وغيرهما من العبادات وتمنعه من الزنا وسائر المحرمات .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد وابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية