الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3528 حدثنا علي بن حجر حدثنا إسمعيل بن عياش عن محمد بن إسحق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا فزع أحدكم في النوم فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فإنها لن تضره وكان عبد الله بن عمر يلقنها من بلغ من ولده ومن لم يبلغ منهم كتبها في صك ثم علقها في عنقه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( إذا فزع ) بكسر الزاي أي خاف ( في النوم ) أي في حال النوم أو عند إرادته ( أعوذ بكلمات الله التامة ) أي الكاملة الشاملة الفاضلة وهي أسماؤه وصفاته وآيات كتبه ( وعقابه ) أي عذابه ( شر عباده ) من الظلم والمعصية ونحوهما ( ومن همزات الشياطين ) أي نزغاتهم وخطراتهم ووساوسهم وإلقائهم الفتنة والعقائد الفاسدة في القلب وهو تخصيص بعد تعميم ( وأن يحضرون ) بحذف الياء وإبقاء الكسرة دليلا عليها أي ومن أن يحضروني في أموري كالصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك ؛ لأنهم إنما يحضرون بسوء ( فإنها ) أي الهمزات ( لن تضره ) أي إذا دعا بهذا الدعاء وفيه دليل على أن الفزع إنما هو من الشيطان ( يلقنها ) أي هذه الكلمات وهو من التلقين ، وفي بعض النسخ " يعلمها " من التعليم ( من بلغ من ولده ) أي ليتعوذ بها ( في صك ) أي في ورقة ( ثم علقها ) أي علق الورقة التي هي فيها ( في عنقه ) أي في رقبة ولده الذي لم يبلغ . قال الشيخ عبد الحق الدهلوي في اللمعات : هذا هو السند في ما يعلق في أعناق الصبيان من التعويذات وفيه كلام ، وأما تعليق الحرز والتمائم مما كان من رسوم الجاهلية فحرام بلا خلاف انتهى . قلت : تقدم الكلام في تعليق التعويذات في باب كراهية التعليق من أبواب الطب . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أبو داود والنسائي والحاكم وقال : صحيح الإسناد وليس عنده تخصيصها بالنوم .




                                                                                                          الخدمات العلمية