الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3546 حدثنا يحيى بن موسى وزياد بن أيوب قالا حدثنا أبو عامر العقدي عن سليمان بن بلال عن عمارة بن غزية عن عبد الله بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن حسين بن علي بن أبي طالب عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عبد الله بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ) مقبول من الخامسة ( عن أبيه ) [ ص: 373 ] هو المعروف بزين العابدين . قوله : ( البخيل ) أي الكامل في البخل ( الذي من ) قال الطيبي : الموصول الثاني مقحم بين الموصول الأول وصلته تأكيدا . كما في قراءة زيد بن علي ( الذي خلقكم والذين من قبلكم ) أي بفتح الميم انتهى . وقيل يمكن أن تكون شرطية والجملة صلة والجزاء " فلم يصل علي " ( ذكرت عنده ) أي ذكر اسمي بمسمع منه ( فلم يصل علي ) ؛ لأنه بخل على نفسه حيث حرمها صلاة الله عليه عشرا إذا هو صلى واحدة . قاله المناوي . وقال القاري : فمن لم يصل عليه فقد بخل ومنع نفسه من أن يكتال بالمكيال الأوفى فلا يكون أحد أبخل منه كما تدل عليه رواية : البخيل كل البخيل انتهى . قلت : أشار القاري بقوله ومنع نفسه من أن يكتال بالمكيال الأوفى ، إلى حديث أبي هريرة : من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل اللهم صل على محمد النبي الأمي ، الحديث ، رواه أبو داود . قال الحافظ ابن كثير بعد ذكر حديث علي وحديث أبي هريرة المذكورين فيهما دليل على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر وهو مذهب طائفة من العلماء منهم الطحاوي والحليمي ويتقوى بالحديث الآخر الذي رواه ابن ماجه : حدثنا جبارة بن المغلس حدثنا حماد بن زيد حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من نسي الصلاة علي أخطأ طريق الجنة . جبارة ضعيف ولكن رواه إسماعيل القاضي من غير وجه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من نسي الصلاة علي أخطأ طريق الجنة . وهذا مرسل يتقوى بالذي قبله . وذهب آخرون إلى أنه تجب الصلاة عليه في المجلس مرة واحدة ثم لا تجب في بقية ذلك المجلس بل يستحب . نقله الترمذي عن بعضهم ، ويتأيد بالحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة يوم القيامة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم انتهى . قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح ) وأخرجه أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم عن الحسين بن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية