الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3612 حدثنا بندار حدثنا أبو عاصم حدثنا سفيان عن ليث وهو ابن أبي سليم حدثني كعب حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا الله لي الوسيلة قالوا يا رسول الله وما الوسيلة قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد أرجو أن أكون أنا هو قال هذا حديث غريب إسناده ليس بالقوي وكعب ليس هو بمعروف ولا نعلم أحدا روى عنه غير ليث بن أبي سليم

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو عاصم ) اسمه ضحاك بن مخلد النبيل . قوله : " سلوا الله لي الوسيلة " أي : المذكورة في دعاء الأذان آت محمدا الوسيلة ، قال في النهاية : الوسيلة في الأصل ما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به ، وجمعها وسائل ، يقال : وسل إليه وسيلة وتوسل ، والمراد به في الحديث القرب من الله [ ص: 58 ] تعالى ، وقيل : هي الشفاعة يوم القيامة ، وقيل : هي منزلة من منازل الجنة كذا جاء في الحديث . انتهى ، قال الطيبي : وإنما طلب -عليه السلام- من أمته الدعاء له بطلب الوسيلة افتقارا إلى الله تعالى وهضما لنفسه ، أو لينفع أمته ويثاب به ، أو يكون إرشادا لهم في أن يطلب كل منهم من صاحبه الدعاء له ( قالوا يا رسول الله وما الوسيلة ) أي : المطلوبة المسئولة .

                                                                                                          قال الطيبي : عطف على مقدر أي : نفعل ذلك وما الوسيلة " قال أعلى درجة في الجنة " أي : هي أعلى درجة في الجنة " لا ينالها " أي : لا يدرك تلك الدرجة العالية " إلا رجل واحد " أبهمه تواضعا " أرجو " أي : أؤمل " أن أكون أنا هو " وضع الضمير المرفوع أعني هو موضع المنصوب أعني إياه . قوله : ( وكعب ليس هو بمعروف ) قال في التقريب كعب المدني أبو عامر مجهول من الرابعة ، وقال في تهذيب التهذيب : كعب المدني روى عن أبي هريرة وعنه ليث بن أبي سليم ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال كنيته أبو عامر أخرج له الترمذي حديثه عن أبي هريرة في ذكر الوسيلة وابن ماجه حديث : اللهم إني أعوذ بك من الجوع ، قال الحافظ : ولما ذكره المزي في الأطراف قال كعب المدني أحد المجاهيل .




                                                                                                          الخدمات العلمية