الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3936 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا زيد بن حباب حدثنا معاوية بن صالح حدثنا أبو مريم الأنصاري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الملك في قريش والقضاء في الأنصار والأذان في الحبشة والأمانة في الأزد يعني اليمن حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن أبي مريم الأنصاري عن أبي هريرة نحوه ولم يرفعه وهذا أصح من حديث زيد بن حباب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا زيد بن حباب ) هو أبو الحسين العكلي أخبرنا ( معاوية بن صالح ) بن حدير الحضرمي ( أخبرنا أبو مريم الأنصاري ) ويقال الحضرمي خادم المسجد بدمشق ، أو حمص ، قيل : اسمه عبد الرحمن بن صاغر ، ويقال هو مولى أبي هريرة ثقة من الثانية . [ ص: 303 ] وقوله : ( الملك في قريش ) بضم الميم أي : الخلافة فيهم ، وقد تقدم الكلام عن هذه المسألة في باب الخلفاء من قريش من أبواب الفتن " والقضاء في الأنصار " أي : الحكم الجزئي تطييبا لقلوبهم ؛ لأنهم آووا ونصروا ، وبهم قام عمود الإسلام ، وفي بلدهم تم أمره واستقام ، وبنيت المساجد ، وجمعت الجماعات ، ذكره ابن الملك ، وقال في الأزهار : قيل : المراد بالقضاء النقابة ؛ لأن النقباء كانوا منهم ، وقيل : القضاء الجزئي ، وقيل : لأنه -صلى الله عليه وسلم- قال : أعلمكم بالحلال والحرام معاذ ، وقيل : القضاء المعروف لبعثه -صلى الله عليه وسلم- معاذا قاضيا إلى اليمن . انتهى ، قال القاري : والأخير هو الأظهر لقوله : " والأذان في الحبشة " أي : لأن رئيس مؤذنيه -صلى الله عليه وسلم- كان بلالا وهو حبشي " ، والأمانة في الأزد " بسكون الزاي أي : أزد شنوءة وهم حي من اليمن ، ولا ينافي قول بعض الرواة ( يعني اليمن ) لكن الظاهر المتبادر من كلامه إرادة عموم أهل اليمن فإنهم أرق أفئدة وأهل أمن وإيمان ، وحديث أبي هريرة هذا أخرجه أيضا أحمد في مسنده . - قوله : ( وهذا أصح من حديث زيد بن حباب ) ؛ لأن عبد الرحمن بن مهدي أوثق وأحفظ من زيد بن حباب .




                                                                                                          الخدمات العلمية