الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفته ، رضي الله عنه

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان ، رضي الله عنه رجلا طوالا أصلع ، أعسر أيسر ، أحور العينين ، آدم اللون ، وقيل : كان أبيض شديد البياض تعلوه حمرة ، أشنب الأسنان ، وكان يصفر لحيته ، ويرجل رأسه بالحناء .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      واختلف في مقدار سنه يوم مات ، رضي الله عنه ، على أقوال عدتها عشرة فقال ابن جرير : حدثنا زيد بن أخزم ، ثنا أبو قتيبة ، عن جرير بن حازم ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قتل عمر بن الخطاب وهو ابن خمس وخمسين سنة . ورواه الدراوردي عن عبيد الله ، عن نافع ، [ ص: 193 ] عن ابن عمر . وقاله عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن الزهري . ورواه أحمد ، عن هشيم ، عن علي بن زيد ، عن سالم بن عبد الله بن عمر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وعن نافع رواية أخرى : ست وخمسون سنة . وثالثة : تسع وخمسون .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن جرير : وقال آخرون : كان عمره ثلاثا وخمسين سنة ، حدثت بذلك عن هشام بن محمد . ثم روي عن عامر الشعبي أنه توفي وله ثلاث وستون سنة . قلت : وقد تقدم في عمر الصديق مثله . وروي عن قتادة أنه قال : توفي عمر وهو ابن إحدى وستين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وعن ابن عمر والزهري : خمس وستون سنة . وعن ابن عباس : ست وستون . وروى ابن جرير ، عن أسلم مولى عمر أنه قال : توفي وهو ابن ستين سنة . قال الواقدي : وهذا أثبت الأقاويل عندنا . [ ص: 194 ] وقال المدائني : توفي عمر وهو ابن سبع وخمسين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية