الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ذكر زوجاته وبنيه وبناته ، رضي الله عنه

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      تزوج برقية بنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فولد له منها عبد الله ، وبه كان يكنى ، بعد ما كان يكنى في الجاهلية بأبي عمرو ، ثم لما توفيت ، تزوج بأختها أم كلثوم ، ثم توفيت ، فتزوج بفاختة بنت غزوان بن جابر ، فولد له منها عبيد الله الأصغر . وتزوج بأم عمرو بنت جندب بن عمرو الأزدية ، فولدت له عمرا ، وخالدا ، وأبان وعمر ، ومريم ، وتزوج بفاطمة بنت الوليد بن عبد شمس المخزومية ، فولدت له الوليد وسعيدا . وتزوج أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية ، فولدت له عبد الملك ، ويقال : وعتبة . وتزوج رملة بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي ، فولدت له عائشة ، وأم أبان ، وأم عمرو ; بنات عثمان . وتزوج نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن كلب ، فولدت له مريم ويقال : وعنبسة . [ ص: 399 ] وقتل ، رضي الله عنه ، وعنده أربع ; نائلة ، ورملة ، وأم البنين ، وفاختة . ويقال : إنه طلق أم البنين وهو محصور .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فصل

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      تقدم في دلائل النبوة الحديث الذي رواه الإمام أحمد ، وأبو داود ، من حديث سفيان الثوري ، عن منصور ، عن ربعي ، عن البراء بن ناجية الكاهلي ، عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " إن رحى الإسلام ستدور لخمس وثلاثين ، أو ست وثلاثين ، أو سبع وثلاثين ، فإن يهلك فسبيل ما هلك ، وإن يقم لهم دينهم ، يقم لهم سبعين عاما " . قال : فقال عمر : يا رسول الله أبما مضى أم بما بقي ؟ قال : " بل بما بقي " وفي لفظ له ولأبي داود : " تدور رحى الإسلام لخمس وثلاثين ، أو ست وثلاثين " . الحديث ، وكأن هذا الشك من الراوي ، والمحفوظ في نفس الأمر : " خمس وثلاثين " . فإن فيها قتل أمير المؤمنينعثمان ، على الصحيح . وقيل : سنة ست وثلاثين . والصحيح الأول . وكانت أمور شنيعة فظيعة ، ولكن الله سلم ووقى بحوله وقوته فلم يكن بأسرع من أن بايع الناس علي بن أبي طالب ، رضي الله [ ص: 400 ] عنه ، وانتظم الأمر ، واجتمع الشمل ، ولكن جرت بعد ذلك أمور في يوم الجمل وأيام صفين ، على ما سنبينه ، إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية