الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              10565 حدثنا بهز وهاشم قالا حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال هاشم قال حدثني ثابت البناني حدثنا عبد الله بن رباح قال وفدت وفود إلى معاوية أنا فيهم وأبو هريرة في رمضان فجعل بعضنا يصنع لبعض الطعام قال وكان أبو هريرة يكثر ما يدعونا قال هاشم يكثر أن يدعونا إلى رحله قال فقلت ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلي قال فأمرت بطعام يصنع ولقيت أبا هريرة من العشاء قال قلت يا أبا هريرة الدعوة عندي الليلة قال أسبقتني قال هاشم قلت نعم قال فدعوتهم فهم عندي قال أبو هريرة ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معاشر الأنصار قال فذكر فتح مكة قال أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل مكة قال فبعث الزبير على إحدى المجنبتين وبعث خالدا على المجنبة الأخرى وبعث أبا عبيدة على الحسر فأخذوا بطن الوادي ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبته قال وقد وبشت قريش أوباشها قال فقالوا نقدم هؤلاء فإن كان لهم شيء كنا معهم وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا قال فقال أبو هريرة فنظر فرآني فقال يا أبا هريرة فقلت لبيك رسول الله قال فقال اهتف لي بالأنصار ولا يأتيني إلا أنصاري فهتفت بهم فجاءوا فأطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى حصدا حتى توافوني بالصفا قال فقال أبو هريرة فانطلقنا فما يشاء أحد منا أن يقتل منهم ما شاء وما أحد يوجه إلينا منهم شيئا قال فقال أبو سفيان يا رسول الله أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أغلق بابه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن قال فغلق الناس أبوابهم قال فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحجر فاستلمه ثم طاف بالبيت قال وفي يده قوس أخذ بسية القوس قال فأتى في طوافه على صنم إلى جنب يعبدونه قال فجعل يطعن بها في عينه ويقول جاء الحق وزهق الباطل قال ثم أتى الصفا فعلاه حيث ينظر إلى البيت فرفع يديه فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره ويدعوه قال والأنصار تحته قال يقول بعضهم لبعض أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته قال أبو هريرة وجاء الوحي وكان إذا جاء لم يخف علينا فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضى قال هاشم فلما قضي الوحي رفع رأسه ثم قال يا معاشر الأنصار أقلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته قالوا قلنا ذلك يا رسول الله قال فما اسمي إذا كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم فالمحيا محياكم والممات مماتكم قال فأقبلوا إليه يبكون ويقولون والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية