الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              14608 حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمد بن إسحاق حدثني وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع مرتحلا على جمل لي ضعيف فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت الرفاق تمضي وجعلت أتخلف حتى أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما لك يا جابر قال قلت يا رسول الله أبطأ بي جملي هذا قال فأنخه وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أعطني هذه العصا [ ص: 376 ] من يدك أو قال اقطع لي عصا من شجرة قال ففعلت قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخسه بها نخسات ثم قال اركب فركبت فخرج والذي بعثه بالحق يواهق ناقته مواهقة قال وتحدث معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتبيعني جملك هذا يا جابر قال قلت يا رسول الله بل أهبه لك قال لا ولكن بعنيه قال قلت فسمني به قال قد قلت أخذته بدرهم قال قلت لا إذا يغبنني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فبدرهمين قال قلت لا قال فلم يزل يرفع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ الأوقية قال قلت فقد رضيت قال قد رضيت قلت نعم قلت هو لك قال قد أخذته قال ثم قال لي يا جابر هل تزوجت بعد قال قلت نعم يا رسول الله قال أثيبا أم بكرا قال قلت بل ثيبا قال أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك قال قلت يا رسول الله إن أبي أصيب يوم أحد وترك بنات له سبعا فنكحت امرأة جامعة تجمع رءوسهن وتقوم عليهن قال أصبت إن شاء الله قال أما إنا لو قد جئنا صرارا أمرنا بجزور فنحرت وأقمنا عليها يومنا ذلك وسمعت بنا فنفضت نمارقها قال قلت والله يا رسول الله ما لنا من نمارق قال إنها ستكون فإذا أنت قدمت فاعمل عملا كيسا قال فلما جئنا صرارا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجزور فنحرت فأقمنا عليها ذلك اليوم فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل ودخلنا قال فأخبرت المرأة الحديث وما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فدونك فسمعا وطاعة قال فلما أصبحت أخذت برأس الجمل فأقبلت به حتى أنخته على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلست في المسجد قريبا منه قال وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى الجمل فقال ما هذا قالوا يا رسول الله هذا جمل جاء به جابر قال فأين جابر فدعيت له قال تعال أي يا ابن أخي خذ برأس جملك فهو لك قال فدعا بلالا فقال اذهب بجابر فأعطه أوقية فذهبت معه فأعطاني أوقية وزادني شيئا يسيرا قال فوالله مازال ينمي عندنا ونرى مكانه من بيتنا حتى أصيب أمس فيما أصيب الناس يعني يوم الحرة

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية