الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              1785 حدثنا يعقوب حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه محمد بن مسلم قال أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان النصري فذكر الحديث قال فبينا أنا جالس عنده أتاه حاجبه يرفأ فقال لعمر هل لك في عثمان وعبد الرحمن وسعد والزبير يستأذنون قال نعم ائذن لهم قال فدخلوا فسلموا وجلسوا قال ثم لبث يرفأ قليلا فقال لعمر هل لك في علي وعباس فقال نعم فأذن لهما فلما دخلا عليه جلسا فقال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين علي رضي الله عنه فقال الرهط عثمان وأصحابه اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر رضي الله عنه اتئدوا فأنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة يريد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه قال الرهط قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس رضي الله عنهما فقال أنشدكما بالله هل تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك قالا قد قال ذلك فقال عمر فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله عز وجل كان خص رسوله في هذا الفيء [ ص: 209 ] بشيء لم يعطه أحدا غيره فقال الله تعالى وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم الآية فكانت هذه الآية خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم والله ما احتازها ولا استأثر بها عليكم لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال ثم يأخذ ما بقي منه فيجعله مجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حياته أنشدكم الله هل تعلمون ذلك قالوا نعم قال لعلي وعباس فأنشدكما بالله هل تعلمان ذلك قالا نعم ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبضها أبو بكر رضي الله تعالى عنه فعمل فيها بما عمل به فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم حينئذ وأقبل على علي وعباس تزعمان أن أبا بكر فيها كذا والله يعلم إنه فيها لصادق بار راشد تابع للحق

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية