الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين عود إلى الموعظة بطريق الإجمال البحت فذلكة للكلام ، وحرصا على الإجابة ، فابتدأ الموعظة أولا بمقدمة وهي قوله : إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا ثم شرع في الموعظة بقوله : قل للذين كفروا ستغلبون الآية [ ص: 229 ] وهو ترهيب ، ثم بذكر مقابله في الترغيب بقوله : قل أؤنبئكم بخير من ذلكم الآية ، ثم بتأييد ما عليه المسلمون بقوله : شهد الله أنه لا إله إلا هو الآية ، وفي ذلك تفصيل كثير . ثم جاء بطريق المجادلة بقوله : فإن حاجوك الآية ، ثم بترهيب بغير استدلال صريح ولكن بالإيماء إلى الدليل وذلك قوله : إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيئين بغير حق ثم بطريق التهديد والإنذار التعريضي بقوله : قل اللهم مالك الملك الآيات . ثم أمر بالقطيعة في قوله : لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء . ثم انتقل إلى طريقة الترغيب في قوله : قل إن كنتم تحبون الله إلى قوله : الكافرين وختم بذكر عدم محبة الكافرين ردا للعجز على الصدر المتقدم في قوله : إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم الآية ، ليكون نفي المحبة عن جميع الكافرين ، نفيا عن هؤلاء الكافرين المعينين .

التالي السابق


الخدمات العلمية