الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وأما قراءة ابن كثير

                                                          من روايتي البزي وقنبل ، فرواية البزي عن أصحابه عنه من طريق أبي ربيع عن البزي . طريق النقاش عن أبي ربيعة من عشر طرق ، ( الأولى ) عن طريق عبد العزيز الفارسي من طريقي الشاطبية والتيسير قرأ بها الداني على أبي القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد الفارسي ، ( الثانية ) طريق الحمامي عن النقاش من اثنتي عشر طريقا : طريق نصر الشيرازي وهي الأولى عن الحمامي من كتاب التجريد قرأ عليه ابن الفحام ، طريق أبي علي المالكي وهي الثانية عن الحمامي من كتاب الروضة له والتجريد لابن الفحام وتلخيص ابن بليمة ، قرأ بها ابن الفحام على أبي إسحاق المالكي ، وقرأ بها ابن بليمة على عبد المعطي السفاقسي ، ومن الكامل ، وقرأ بها الهذلي وأبو إسحاق وعبد المعطي على أبي علي المالكي . طريقا أبي علي العطار وأبي علي الشرمقاني من المستنير قرأ بها عليهما ابن سوار ، طريق أبي الحسن الخياط وهي الخامسة عن الحمامي من كتابي الجامع له والمستنير لابن سوار ، ومن كتاب المصباح قرأ بها أبو الكرم على أبي القاسم عبد السيد بن عتاب ، وقرأ على أبي الحسن الخياط ، طريق أبي علي الواسطي وهي السادسة عن الحمامي من الإرشاد والكفاية لأبي العز ، قرأ عليه بها أبو العز القلانسي ، ومن غاية الحافظ أبي العلاء قرأ بها على أبي العز القلانسي ، طريق القيسي من الروضة للمعدل قرأ بها المعدل على محمد بن إبراهيم القيسي . طريق ابن هاشم من كتابي الروضة للمعدل والكامل للهذلي قرآ بها عليه . طريقا أحمد بن مسرور وعبد الملك بن سابور وهما التاسعة والعاشرة عن الحمامي من كتاب الكامل قرأ بها عليهما الهذلي . طريق أبي نصر أحمد بن علي [ ص: 116 ] الهباري ، وهي الحادية عشرة عن الحمامي من المصباح ، قرأ بها أبو الكرم عليه إلى آخر سورة الفتح ، طريق عبد السيد بن عتاب ، وهي الثانية عشر عن الحمامي قرأ بها عليه أبو الكرم ، وقرأ عبد السيد والهباري وابن سابور وابن مسرور وابن هاشم والقيسي والواسطي والخياط والشرمقاني والعطار والمالكي والشيرازي ، الاثنا عشر على أبي الحسن الحمامي ، فهذه تسع عشر طريقا للحمامي .

                                                          ( الثالثة ) طريق النهرواني عن النقاش من كتاب الروضة قرأ عليه بها أبو علي المالكي ، ( الرابعة ) طريق السعيدي عن النقاش من كتاب التجريد قرأ بها ابن الفحام على أبي الحسين الفارسي ، وقرأ على أبي الحسن علي بن جعفر السعيدي ، ( الخامسة ) طريق الشريف الزيدي عنه من كتابي تلخيص أبي معشر والكامل ، قرأ بها عليه كل من أبي معشر الطبري وأبي القاسم الهذلي ، ومن تلخيص ابن بليمة قرأ بها على أبي معشر بسنده ، ( السادسة ) عن النقاش طريق ابن العلاف من كتاب الهداية قرأ بها المهدوي على أبي الحسن القنطري ، وقرأ بها على أبي الحسن علي بن محمد بن يوسف بن العلاف ، ( السابعة ) عنه طريق أبي إسحاق الطبري من المستنير قرآ بها ابن سوار على أبوي علي العطار والشرمقاني ، وقرآ بها على أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسحاق الطبري ، ( الثامنة ) طريق الشنبوذي عن النقاش من كتاب المبهج ، قرأ بها سبط الخياط على أبي الفضل العباسي ، وقرأ بها على محمد بن الحسين الكارزيني ، وقرأ بها على أبي الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي ، ( التاسعة ) عن النقاش طريق أبي محمد الفحام من كتابي أبي العز ، ومن غاية أبي العلاء قرأ بها أبو العز على أبي علي الواسطي ، وقرأ على أبي محمد الحسن بن محمد الفحام السامري ، ( العاشرة ) عن النقاش طريق فرج القاضي من كتاب الروضة قرأ عليه أبو علي المالكي ، وهو فرج بن محمد بن جعفر قاضي تكريت ، وقرأ فرج والفحام والشنبوذي والطبري وابن العلاف والزيدي والسعيدي والنهرواني والحمامي والفارسي ، عشرتهم على أبي بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن سند بن هارون النقاش الموصلي [ ص: 117 ] فهذه ثلاث وثلاثون طريقا إلى النقاش . طريق ابن بنان عن أبي ربيعة من طريقين : من كتابي المصباح لأبي الكرم ، والمفتاح لابن خيرون ، قرأ بها كل من أبي الكرم الشهرزوري وأبي منصور بن خيرون على عبد السيد بن عتاب ، وقرأ بها عبد السيد على أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله البغدادي الحربي ، وقرأ على أبي محمد عمر بن عبد الصمد بن الليث بن بنان البغدادي ، وقرأ النقاش وابن بنان على أبي ربيعة محمد بن إسحاق بن وهب بن أيمن بن سنان الربعي المكي فهذه خمس وثلاثون طريقا عن أبي ربيعة .

                                                          ( طريق ابن الحباب ) عن البزي من طريق أحمد بن صالح من ثلاث طرق ، ( الأولى ) عن ابن بشر الأنطاكي قرأ بها الحافظ أبو عمرو الداني على أبي الفرج محمد بن يوسف بن محمد النجاد ، وقرأ بها على أبي الحسن علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر الأنطاكي ، ( الثانية ) عنه عبد الباقي بن الحسن من طريقي الداني وابن الفحام قرأ بها الداني على فارس بن أحمد ، وقرأ بها الفحام على عبد الباقي بن فارس ، وقرأ بها على أبيه فارس ، وقرأ بها فارس على عبد الباقي بن الحسن ، ( الثالثة ) عنه عبد المنعم بن غلبون من كتابه الإرشاد ، وقرأ ابن غلبون وعبد الباقي وابن بشر على أبي بكر أحمد بن صالح بن عمر بن إسحاق البغدادي نزيل الرملة . طريق عبد الواحد بن عمر من طريق الكامل للهذلي قرأ بها على أبي العلاء محمد بن علي الواسطي ببغداد ، وقرأ على عقيل بن علي بن البصري ، ومن طريق الخزاعي قرأ بها على عقيل المذكور ، وقرأ بها على أبي طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم البغدادي ، وقرأ ابن عمرو بن صالح على أبي علي الحسن بن الحباب بن مخلد الدقاق ، إلا أن ابن عمرو قرأ الحروف وابن صالح قرأ القرآن . فهذه ست طرق عن ابن الحباب ، وقرأ ابن الحباب وأبو ربيعة على أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة البزي المكي . فهذه إحدى وأربعون طريقا عن البزي .

                                                          رواية قنبل : عن أصحابه عن ابن كثير . طريق ابن مجاهد من طريقين : [ ص: 118 ] الأولى طريق أبي أحمد السامري عنه من أربع طرق : فارس بن أحمد وهي الأولى عن السامري من طريق الشاطبية والتيسير قرأ بها الداني عليه ، ومن تلخيص ابن بليمة قرأ بها على أبي بكر بن نبت العروق ، وقرأ بها على أبي العباس الصقلي ، وقرأ بها على فارس ، ومن الإعلان قرأ بها الصفراوي على أبي القاسم بن خلف الله ، وقرأ بها على أبي القاسم بن الفحام ، وقرأ بها على عبد الباقي بن فارس ، وقرأ على أبيه . طريق أبي العباس بن نفيس وهي الثانية عنه من سبع طرق من التجريد قرأ بها ابن الفحام عليه ، ومن الكافي قرأ بها ابن شريح عليه ، ومن روضة المعدل قرأ بها الشريف موسى المعدل عليه ، ومن الإعلان من ثلاث طرق قرأ بها الصفراوي على عبد المنعم بن يحيى الخلوف ، وقرأ بها على أبيه ، وقرأ بها على أبي الحسين الخشاب وعبد القادر الصدفي وأبي الحسن محمد بن أبي داود الفارسي ، وقرأ الثلاثة على ابن نفيس ، ومن الكامل قرأ بها الهذلي عليه . طريق الطرسوسي وهي الثالثة عنه من كتاب المجتبى له والعنوان قرأ بها أبو طاهر بن خلف على أبي القاسم عبد الجبار الطرسوسي ، طريق أبي القاسم الخزرجي وهي الرابعة عنه من كتابه القاصد ، وقرأ بها أبو القاسم الخزرجي والطرسوسي وابن نفيس وفارس أربعتهم على أبي أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون السامري . فهذه أربع عشرة طريقا للسامري . والثانية : طريق صالح بن محمد من ثلاث طرق : ثابت بن بندار من طريقي ابن الطبر وسبط الخياط من كتاب الكفاية له قرأ بها أبو اليمن الكندي عليهما وقرآ على ثابت بن بندار وابن سوار من كتاب المستنير له ، وأبو بكر القطان قرأ بها الحافظ أبو العلاء الهمذاني على أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وقرأ بها على أبي بكر أحمد بن الحسين بن أحمد المقدسي القطان ، وقرأ بها القطان وابن سوار وثابت ثلاثتهم على أبي الفتح فرج ابن عمر بن الحسن الضرير الواسطي ، وقرأ على أبي طاهر صالح بن محمد بن المبارك المؤدب البغدادي فهذه أربع طرق لصالح ، وقرأ صالح والسامري على الأستاذ [ ص: 119 ] أبي بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي . فهذه ثمان عشرة طريقا لابن مجاهد ، وإذا أسندت هذه الرواية من كتاب السبعة لابن مجاهد تعلو جدا كما قدمنا فيكون تسع عشرة طريقا .

                                                          ( طريق ابن شنبوذ ) عن قنبل من طريقيه : طريق القاضي أبي الفرج من طريقين : أبو تغلب وهي الأولى عنه من كفاية سبط الخياط قرأ بها أبو القاسم الحريري وسبط الخياط على أبي المعالي ثابت بن بندار ، ومن كتاب المستنير أيضا لابن سوار ، ومن المصباح قرأ بها أبو الكرم على عبد السيد بن عتاب وثابت بن بندار ، وقرأ بها ثابت وعبد السيد وابن سوار على أبي تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الملحمي ، فهذه خمس طرق لأبي تغلب ، أبو نصر الخباز وهي الثانية عن أبي فرج من الكفاية ، قرأ بها السبط على جده أبي منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط ، ومن المصباح من ثلاث طرق ، قرأ بها أبو الكرم على والده الحسن بن أحمد وعلى أبي الحسن علي بن الفرج الدينوري وعلى عبد السيد بن عتاب ، ومن كتاب تلخيص أبي معشر ، وقرأ بها هو ، وأبو منصور والدينوري وعبد السيد والحسن بن أحمد على أبي نصر أحمد بن مسرور بن عبد الوهاب الخباز ، ( فهذه ) خمس طرق لأبي نصر ، وقرأ أبو نصر وأبو تغلب كلاهما على القاضي أبي الفرج المعافى بن زكريا بن طراز النهرواني الجريري بالجيم المفتوحة ، فهذه عشر طرق عن القاضي أبي الفرج ، طريق الشطوي عن ابن شنبوذ من ثلاث طرق ، ( الأولى ) الكاروزيني من كتاب المبهج وكتاب المصباح ، قرأ بها أبو محمد سبط الخياط وأبو الكرم الشهرزوري على شيخهما الشريف أبي الفضل عن الشرف العباسي ، وقرأ على أبي عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني ، طريق السلمي هي الثانية عن الشطوي من كتاب الكامل ، قرأ بها على عبد الله بن محمد الذراع ، وقرأ بها على أبي الحسين أحمد بن عبد الله السلمي ، طريق ابن سيار وهي الثالثة عن الشطوي من الجامع لابن فارس ، قرأ بها على أبي طاهر أحمد بن محمد بن محمد بن محمد [ ص: 120 ] بن سيار ، وقرأ بها ابن سيار والسلمي والكارزيني على أبي الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف الشطوي وغيره ، ( فهذه ) أربع طرق للشطوي ، . وقرأ القاضي أبو الفرج والشطوي على الأستاذ الكبير أبي الحسن بن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت المعروف بابن شنبوذ البغدادي ، فهذه أربع عشرة طريقا عن ابن شنبوذ ، وقرأ هو وابن مجاهد على أبي عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة المخزومي المكي المعروف بقنبل ، ( فهذه ) اثنان وثلاثون طريقا عن قنبل ، وقرأ البزي وقنبل على أبي الحسن أحمد بن محمد بن علقمة بن نافع بن عمر بن صبح بن عون المكي النبال المعروف بالقواس ، وقرأ القواس على أبي الإخريط وهب بن واضح المكي ، زاد البزي فقرأ على أبي الإخريط المذكور وعلى أبي القاسم عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر المكي وعلى عبد الله بن زياد بن عبد الله بن يسار المكي ، وقرأ الثلاثة على أبي إسحاق إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين المكي المعروف بالقسط ، وقرأ القسط على أبي الوليد معروف بن مشكان وعلى شبل بن عباد المكيين ، وقرأ القسط أيضا ومعروف وشبل على شيخ مكة وإمامها في القراءة أبي معبد عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز الداري المكي . فذلك تتمة ثلاث وسبعين طريقا عن ابن كثير .

                                                          وقرأ ابن كثير على أبي السائب عبد الله بن السائب بن أبي السائب المخزومي وعلى أبي الحجاج مجاهد بن جبر المكي وعلى درباس مولى ابن عباس ، وقرأ عبد الله بن السائب على أبي بن كعب وعمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - ، وقرأ مجاهد على عبد الله بن السائب ، وقرأ درباس على مولاه ابن عباس ، وقرأ ابن عباس على أبي بن كعب وزيد بن ثابت ، وقرأ أبي وزيد وعمر - رضي الله عنهم - على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                          وتوفي ابن كثير سنة عشرين ومائة بغير شك ، ومولده سنة خمس وأربعين ، وكان إمام الناس في القراءة بمكة لم ينازعه فيها منازع ، قال ابن مجاهد : لم يزل هو [ ص: 121 ] الإمام المجتمع عليه بمكة حتى مات . وقال الأصمعي : قلت لأبي عمرو قرأت على ابن كثير ؟ قال : نعم ختمت على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد . وكان أعلم بالعربية من مجاهد ، وكان فصيحا بليغا مفوها أبيض اللحية طويلا أسمر جسيما أشهل يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار لقي من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك رضي الله عنهم .

                                                          وتوفي البزي سنة خمسين ومائتين ومولده سنة سبعين ومائة ، وكان إماما في القراءة محققا ضابطا متقنا انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة ، وكان مؤذن المسجد الحرام .

                                                          وتوفي قنبل سنة إحدى وتسعين ومائتين ومولده سنة خمس وتسعين ومائة ، وكان إماما في القراءة متقنا ضابطا انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز ورحل إليه الناس من الأقطار .

                                                          ( وتوفي ) أبو ربيعة في رمضان سنة أربع وتسعين ومائتين ، وكان مقرئا جليلا ضابطا ، وكان مؤذن المسجد الحرام بعد البزي قال الداني كان من أهل الضبط والإتقان والثقة والعدالة .

                                                          ( وتوفي ) ابن الحباب سنة إحدى وثلاثمائة ببغداد ، وكان شيخا متصدرا في القراءة ثقة ضابطا مشهورا من كبار الحذاق والمحققين .

                                                          ( وتوفي ) النقاش ثالث شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ومولده سنة ست وستين ومائتين ، وكان إماما كبيرا مفسرا محدثا اعتنى بالقراءات من صغره وسافر فيها الشرق والغرب ، وألف التفسير المشهور الذي سماه شفاء الصدور ، وأتى فيه بغرائب ، وألف أيضا في القراءات ، قال الداني : طالت أيامه فانفرد بالإمامة في صناعته مع ظهور نسكه وورعه وصدق لهجته وبراعة فهمه وحسن اطلاعه واتساع معرفته .

                                                          ( قلت ) : من جملة من روى عنه شيخه ابن مجاهد في كتابه السبعة .

                                                          [ ص: 122 ] ( وتوفي ) ابن بنان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، وكان مقرئا زاهدا عابدا صالحا عالي الإسناد ، وبنان بضم الباء الموحدة وبالنون .

                                                          ( وتوفي ) ابن صالح بعد الخمسين وثلاثمائة بالرملة فيما قاله الحافظ الذهبي ، وكان مقرئا ثقة ضابطا نزل بالرملة يقرئ بها حتى مات .

                                                          ( وتوفي ) عبد الواحد بن عمر في شوال سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، وقد جاوز السبعين فيه ، وكان إماما جليلا ثقة نبيلا كبيرا مقرئا نحويا حجة لم يكن بعد ابن مجاهد مثله قال الخطيب البغدادي كان ثقة أمينا .

                                                          ( وتوفي ) ابن مجاهد في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ومولده سنة خمس وأربعين ومائتين ، وكان إليه المنتهى في زمانه في القراءة ، وبعد صيته في الأقطار ورحل إليه الناس من البلدان وازدحم الناس عليه وتنافسوا في الأخذ عنه حتى كان في حلقته ثلاثمائة متصدر وله أربعة وثمانون خليفة يأخذون على الناس قبل أن يقرءوا عليه ، وهو أول من سبع السبعة كما قدمنا ، وكان ثقة دينا خيرا ضابطا حافظا ورعا .

                                                          ( وتوفي ) أبو أحمد السامري في المحرم سنة ست وثمانين وثلاثمائة ومولده سنة خمس أوست وتسعين ومائتين ، وكان مقرئا لغويا مسند القراء في زمانه ، قال الداني : مشهور ضابط ثقة مأمون غير أن أيامه طالت فاختل حفظه ولحقه الوهم وقل من ضبط عنه ممن قرأ عليه في آخر أيامه .

                                                          ( قلت ) : وقد تكلم فيه وفي النقاش ، إلا أن الداني عدلهما وقبلهما وجعلهما من طرق التيسير وتلقى الناس روايتهما بالقبول ; ولذلك أدخلناهما كتابنا .

                                                          ( وتوفي ) صالح في حدود الثمانين وثلاثمائة ، وكان مقرئا متصدرا حاذقا عالي السند مشهورا .

                                                          ( وتوفي ) ابن شنبوذ في صفر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة على الصواب ، وكان إماما شهيرا وأستاذا كبيرا ثقة ضابطا صالحا ، رحل إلى البلاد في طلب [ ص: 123 ] القراءات واجتمع عنده منها ما لم يجتمع عند غيره ، وكان يرى جواز القراءة بما صح سنده ، وإن خالف الرسم ، وعقد له في ذلك مجلس كما تقدم وهي مسألة مختلف فيها ولم يعد أحد ذلك قادحا في روايته ، ولا وصمة في عدالته .

                                                          ( وتوفي ) القاضي أبو فرج سنة تسعين وثلاثمائة عن خمس وثمانين سنة ، وكان إماما مقرئا فقيها ثقة ، قال الخطيب البغدادي سألت البرقاني عنه فقال : كان أعلم الناس ، وعن أبي محمد عبد الباقي ، إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها ، ولو أوصى أحد بثلث ماله إلى أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إليه .

                                                          ( وتوفي ) الشطوي في صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ومولده سنة ثلاثمائة ، وكان أستاذا مكثرا من كبار أئمة القراءة ، جال البلاد ولقي الشيوخ وأكثر عنهم ، ولكنه اختص بابن شنبوذ وحمل عنه وضبط حتى نسب إليه ، وقد اشتهر اسمه وطال عمره فانفرد بالعلو مع علمه بالتفسير وعلل القراءات كان يحفظ خمسين ألف بيت شاهدا للقرآن ، قال الداني : مشهور نبيل حافظ ماهر حاذق .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية