الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                6354 [ ص: 365 ] ( باب : ما جاء في سب الدهر )

                                                                                                                                                ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ، ثنا الحسن بن مكرم ، ثنا عبد الله بن بكر ، ثنا هشام ، عن محمد هو ابن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تسبوا الدهر ، فإن الله هو الدهر . أخرجه مسلم في الصحيح من حديث هشام بن حسان وغيره .

                                                                                                                                                قال الشافعي في رواية حرملة : وإنما تأويله - والله أعلم - أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر ، وتسبه عند المصائب التي تنزل بهم من موت ، أو هرم ، أو تلف ، أو غير ذلك ، فيقولون : إنما يهلكنا الدهر ، وهو الليل والنهار ، وهما الفنتان والجديدان . فيقولون : أصابتهم قوارع الدهر ، وأبادهم الدهر ، فيجعلون الليل والنهار اللذين يفعلان ذلك ، فيذمون الدهر ، فإنه الذي يفنينا ، ويفعل بنا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تسبوا الدهر . على أنه الذي يفنيكم ، والذي يفعل بكم هذه الأشياء . فإنكم إذا سببتم فاعل هذه الأشياء ، فإنما تسبوا الله - تبارك وتعالى - . فإن الله فاعل هذه الأشياء . قال الشيخ : وطرق هذا الحديث ، وما حفظ بعض رواته من الزيادة فيه دليل على صحة هذا التأويل .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية