الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  19882 أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، قال : أخبرني ابن أخي أبي رهم ، أنه سمع أبا رهم الغفاري ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين بايعوه تحت الشجرة ، يقول : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك ، فلما سرى ليلة سرت قريبا منه إليه ، وألقي علي النعاس ، فطفقت أستيقظ ، وقد دنت راحلتي من راحلته ، فيفزعني دنوها ، خشية أن أصيب رجله في الغرز ، فأؤخر راحلتي ، حتى غلبتني عيني بعض [ ص: 50 ] الليل ، فزحمت راحلتي رجله في الغرز ، فأصابت رجله ، فلم أستيقظ إلا لقوله : " حس " ، فقلت : استغفر لي يا رسول الله ، قال : " سر " فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يستخبرني عمن تخلف من بني غفار فأخبرته ، فقال إذ هو يسألني : " ما فعل الحمر الطوال الثطاط ؟ " ، فحدثته بتخلفهم ، قال : " فما فعل النفر السود - أو قال : القصار الجعاد القطاط - الذين لهم نعم بشبكة شرخ ؟ " ، فتذكرت في بني غفار ، فلم أذكرهم حتى ذكرت رهطا من أسلم ، قال : فقلت : يا رسول الله ، أولئك رهط من أسلم ، وقد تخلفوا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فما يمنع أحد أولئك حين يتخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل الله ، فإن أعز أهلي علي أن يتخلف عني المهاجرون من قريش ، والأنصار ، وغفار ، وأسلم " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية