الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  20834 أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال : أخبرني عمرو بن أبي سفيان الثقفي أنه أخبره رجل من الأنصار ، عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال فقال : " يأتي سباخ المدينة ، وهو محرم عليه أن يدخل نقابها ، فتنتفض المدينة بأهلها نفضة أو نفضتين ، وهي الزلزلة ، فيخرج إليه منها كل منافق ومنافقة ، ثم يولي الدجال قبل الشام ، حتى يأتي بعض جبال الشام فيحاصرهم ، وبقية المسلمين يومئذ معتصمون بذروة جبل من جبال الشام ، فيحاصرهم الدجال نازلا بأصله ، حتى إذا طال عليهم البلاء ، قال رجل من المسلمين : يا معشر المسلمين ، حتى متى أنتم هكذا وعدو الله نازل بأرضكم هكذا ، هل أنتم إلا بين إحدى الحسنيين ، بين أن يستشهدكم الله أو يظهركم ، فيبايعون على الموت بيعة يعلم الله أنها الصدق من أنفسهم ، ثم تأخذهم ظلمة لا يبصر امرؤ فيها كفه ، قال : فينزل ابن مريم فيحسر عن أبصارهم ، وبين أظهرهم رجل [ ص: 398 ] عليه لأمته يقولون : من أنت يا عبد الله ؟ فيقول : أنا عبد الله ورسوله ، وروحه ، وكلمته ، عيسى ابن مريم ، اختاروا بين إحدى ثلاث : بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذابا من السماء ، أو يخسف بهم الأرض ، أو يسلط عليهم سلاحكم ، ويكف سلاحهم عنكم ، فيقولون : هذه يا رسول الله ، أشفى لصدورنا ولأنفسنا ، فيومئذ ترى اليهودي العظيم الطويل ، الأكول الشروب ، لا تقل يده سيفه من الرعدة ، فيقومون إليهم فيسلطون عليهم ، ويذوب الدجال حين يرى ابن مريم كما يذوب الرصاص ، حتى يأتيه أو يدركه عيسى فيقتله " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية