الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  9099 عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال ابن المسيب : قال ابن أبي طالب : " وكان الله استودع الركن أبا قبيس فلما أتى إبراهيم ناداه أبو قبيس : يا إبراهيم ، هذا الركن في فخذه ، فاحتفر عنه فوضعه ، فلما فرغ إبراهيم من بنائه . قال : قد فعلنا أي رب فأرنا مناسكنا ، أبرزها لنا ، علمناها ، فبعث الله جبريل فحج به ، حتى أتى عرفة فقال : قد عرفت وكان قد أتاها مرة قبل ذلك ، فلذلك سميت عرفة حتى إذا كان يوم النحر ، عرض له الشيطان فقال : احصب ، فحصب بسبع حصيات ، ثم اليوم الثاني والثالث ، فسد ما بين الجبلين ، يعني إبليس الملعون ، فلذلك كان رمي الجمار قال : اعل على ثبير ، فعلاه فنادى بأعلى صوته : يا عباد الله ، أجيبوا الله ، يا عباد الله ، أطيعوا الله ، فسمع دعوته ما بين الأبحر السبع ممن كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان فهو الذي أعطاه الله إبراهيم في المناسك : قوله : " لبيك اللهم لبيك ، اللهم لبيك لبيك "

                                                                  [ ص: 97 ] فلم يزل على وجه الأرض سبعة مسلمون فصاعدا فلولا ذلك هلكت الأرض ومن عليها قال ابن جريج : وأما مجاهد ، فقال : " علا إبراهيم مقامه ، فقال : يا عباد الله أجيبوا الله ، يا عباد الله أطيعوا الله ، فمن حج اليوم فهو ممن استجاب لإبراهيم يومئذ فهي التي أعطاها الله إبراهيم في المناسك قوله : لبيك اللهم لبيك ، ثم بناه إبراهيم " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية