الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              1971 - وحدثنا بندار ، نا محمد ، نا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : " إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف " .

              قال أبو بكر : " فخبر قتادة ، وخبر أبي يحيى ، عن حميد ، والضحاك بن عثمان دالان على أن أبا سعيد لم يحك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الرخصة في الحجامة للصائم ، إذ غير جائز أن يروي أبو سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص في الحجامة للصائم ، ويقول : كانوا يكرهون ذاك مخافة الضعف ، إذ ما قد أباحه - صلى الله عليه وسلم - إباحة مطلقا لا استثناء ولا شريطة ، فمباح لجميع الخلق ، غير جائز أن يقال : أباح النبي - صلى الله عليه وسلم - الحجامة للصائم ، وهو مكروه مخافة الضعف ، ولم يستثن النبي - صلى الله عليه وسلم - في إباحتها من يأمن الضعف دون من يخافه ، فإن صح عن [ ص: 950 ] أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص في الحجامة للصائم ، كان قود هذا القول أن أبا سعيد قال : كره للصائم ما رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - له فيها ، وغير جائز أن يتأول هذا على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرووا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخصة في الشيء ويكرهونه " .

              وقد روي أيضا عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ثلاث يفطرن الصائم : الحجامة ، والقيء ، والحلم " .

              1972 - حدثناه يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وحدثناه محمد بن يحيى ، ثنا سعيد بن منصور ، ثنا عبد الرحمن .

              قال أبو بكر : " وهذا الإسناد غلط ليس فيه عطاء بن يسار ، ولا أبو سعيد وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبيت بحديثه لسوء حفظه للأسانيد ، وهو رجل صناعته العبادة والتقشف والموعظة والزهد ، ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية